Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 1-1)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

بسم الله الرحمن الرحيم قوله : { حـمۤ } : كقوله : { الۤمۤ } وبابه . وقرأ الأخَوان وأبو بكر وابن ذكوان بإمالة حاء في السورِ السبعِ إمالةً محضةً وورش وأبو عمرو بالإِمالة بينَ بينَ ، والباقون بالفتح . والعامَّةُ على سكونِ الميم كسائرِ الحروفِ المقطعة . وقرأ الزهري برفعِ الميم على أنَّها خبرُ مبتدأ مضمرٍ ، أو مبتدأٌ والخبرُ ما بعدها . وابن أبي إسحاق وعيسى بفتحِها ، وهي تحتملُ وجهين ، أحدهما : أنها منصوبةٌ بفعلٍ مقدرٍ أي : اقرأ حم ، وإنما مُنِعَتْ من الصرف للعلميَّةِ والتأنيثِ ، أو للعلميَّة وشبهِ العُجمة . وذلك أنه ليس في الأوزان العربيةِ وزنُ فاعيل بخلافِ الأعجمية ، نحو : قابيل وهابيل . والثاني : أنها حركةُ بناءٍ تخفيفاً كـ أينَ وكيف . وفي احتمال هذين الوجهين قولُ الكميت : @ 3908 وَجَدْنا لكم في آلِ حَمَ آيةً تَأَوَّلَها منا تقيٌّ ومُعْرِبُ @@ وقول شريح بن أوفى : @ 3909 يُذَكِّرُني حمَ والرُّمْحُ شاجِرٌ فهلا تلا حمَ قبلَ التقدُّمِ @@ وقرأ أبو السَّمَّال بكسرِها ، وهل يجوزُ أَنْ تُجْمَعَ " حم " على حواميم ، نَقَل ابنُ الجوزي عن شيخِه الجواليقي أنه خطأٌ ، بل الصوابُ أَنْ يقولَ : قَرَأْتُ آلَ حم . وفي الحديث عن ابن مسعود عنه عليه السلام : " إذا وَقَعْتَ في آلِ حم وَقَعْتَ في رَوْضَاتٍ " وقال الكميت : @ 3910 وَجَدْنا لكم في آلِ حم … … @@ البيت . ومنهم مَنْ جَوَّزَه . ورُويَ في ذلك أحاديثُ منها : " الحواميم ديباجُ القرآن " ومنها : " مَنْ أرادَ أَنْ يرتعَ في رياضٍ مُوْنَقَةٍ من الجنة فليقرأْ الحواميم " ومنها : " مَثَلُ الحواميم في القرآن مَثَلُ الحَبِرات في الثياب " فإنْ صَحَّتْ هذه الأحاديثُ فهي الفَيْصَلُ في ذلك .