Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 3-3)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

بسم الله الرحمن الرحيم قوله : { كَذَلِكَ يُوحِيۤ } : القُراء على " يُوْحي " بالياء مِنْ أسفلَ مبنياً للفاعلِ ، وهو اللَّهُ تعالى . " والعزيزُ الحكيمُ " نعتان . والكافُ منصوبةُ المحلِّ : إمَّا نعتاً لمصدرٍ ، أو حالاً مِنْ ضميرِه أي : يوحي إيحاءً مثلَ ذلك الإِيحاءِ . وقرأ ابنُ كثير - وتُروى عن أبي عمروٍ - " يُوْحَى " بفتحِ الحاءِ مبنياً للمفعول . وفي القائمِ مَقامَ الفاعلِ ثلاثةُ أوجهٍ ، أحدُها : ضميرٌ مستترٌ يعود على " كذلك " لأنه مبتدأٌ ، والتقدير : مثلُ ذلك الإِيحاءِ يُوْحَى هو إليك . فمثلُ ذلك مبتدأٌ ، ويُوْحى هو إليك خبرُه . الثاني : أنَّ القائمَ مقامَ الفاعلِ " إليك " ، والكافُ منصوبُ المحلِّ على الوجهَيْن المتقدِّمَيْن . الثالث : أنَّ القائمَ [ مَقامَه ] الجملةُ مِنْ قولِه : " اللَّهُ العزيزُ " أي : يُوْحَى إليك هذا اللفظُ . وأصولُ البَصْريين لا تساعِدُ عليه ؛ لأنَّ الجملةَ لا تكونُ فاعلةً ولا قائمةً مقامَه . وقرأ أبو حيوةَ والأعمشُ وأبانٌ " نُوْحي " بالنون ، وهي موافقةٌ للعامَّةِ . ويُحتمل أَنْ تكونَ الجملةُ مِنْ قولِه : " اللَّهُ العزيزُ " منصوبةَ المحلِّ مفعولةً بـ " نُوْحي " أي : نُوحي إليك هذا اللفظَ . إلاَّ أنَّ فيه حكايةَ الجملِ بغيرِ القولِ الصريحِ . و " نُوْحي " على اختلافِ قراءاتِه يجوزُ أَنْ يكونَ على بابه من الحالِ أو الاستقبالِ ، فيتعلَّقَ قولُه : { وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ } بمحذوفٍ لتعذُّرِ ذلك ، تقديرُه : وأوحَى إلى الذين ، وأَنْ يكونَ بمعنى الماضي . وجيْءَ به على صورةِ المضارعِ لغَرَضٍ وهو تصويرُ الحالِ . قوله : " اللَّهُ العزيزُ " يجوزُ أَنْ يرتَفِعَ بالفاعليةِ في قراءةِ العامَّةِ ، وأَنْ يرتفعَ بفعلٍ مضمرٍ في قراءةِ ابنِ كثير ، كأنه قيل : مَنْ يُوْحيه ؟ فقيل : اللَّه ، كـ { يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } [ النور : 36 ] ، وقوله : @ 3964 لِيُبْكَ يزيدُ ضارِعٌ … … @@ وقد مرَّ ، وأَنْ يرتفعَ بالابتداءِ ، وما بعدَه خبرُه ، والجملةُ قائمةٌ مَقامَ الفاعلِ على ما مَرَّ ، وأَنْ يكون " العزيزُ الحكيمُ " خبَريْن أو نعتَيْن . والجملةُ مِنْ قولِه : { لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } خبرٌ أولُ أو ثانٍ على حَسَبِ ما تقدَّم في " العزيزُ الحكيمُ " . وجوَّز أبو البقاءِ أَنْ يكونَ " العزيز " مبتدأً و " الحكيمُ " خبرَه ، أو نعتَه ، و { لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } خبرَه . وفيه نظرٌ ؛ إذ الظاهرُ تَبَعيَّتُهما للجلالة . وأنت إذا قلتَ : " جاء زيدٌ العاقلُ الفاضلُ " لا تجعلُ العاقل مرفوعاً على الابتداء .