Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 15-15)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِحْسَاناً } : قرأ الكوفيون " إحْساناً " وباقي السبعةِ " حُسْناً " بضمِّ الحاءِ وسكونِ السينِ ، فالقراءةُ الأولى يكون " إحساناً " فيها منصوباً بفعلٍ مقدَّرٍ أي : وَصَّيْناه أَنْ يُحْسِنَ إليهما إحساناً . وقيل : بل هو مفعولٌ به على تضمينِ وصَّيْنا معنى أَلْزَمْنا ، فيكونُ مفعولاً ثانياً . وقيل : بل هو منصوبٌ على المفعولِ به أي : وصَّيناه بهما إحساناً مِنَّا إليهما . وقيل : هو منصوبٌ على المصدرِ ؛ لأنَّ معنى وصَّيْنا : أَحْسَنَّا فهو مصدرٌ صريحٌ . والمفعولُ الثاني / هو المجرورُ بالباء . وقال ابن عطية : " إنها تتعلَّق : إمَّا بوَصَّيْنا ، وإمَّا بإحساناً " . ورَدَّ الشيخُ : هذا الثاني بأنَّه مصدرٌ مؤَوَّلٌ فلا يتقدَّم معمولُه عليه ، ولأن " أَحْسَنَ " لا يتعدَّى بالباء ، وإنما يتعدَّى باللامِ . لا تقول : " أحسَنْتُ بزيدٍ " على معنى وصول الإِحسان إليه . وقد رَدَّ بعضُهم هذا بقولِه : { وَقَدْ أَحْسَنَ بَيۤ إِذْ أَخْرَجَنِي } [ يوسف : 100 ] وقيل : هو بغير هذا المعنى . وقدَّر بعضُهم : ووَصَّيْنا الإِنسانَ بوالدَيْه ذا إحسانٍ ، يعني فيكونُ حالاً . وأمَّا " حُسْناً " فقيل فيه ما تقدَّم في إحسان . وقرأ عيسى والسُّلَمي " حَسَناً " بفتحِهما . وقد تقدَّمَ معنى القراءتَيْنِ في البقرة وفي لقمان . قوله : " كُرْهاً " قد تَقَدَّم الخلافُ فيه في النساء . وله هما بمعنىً واحد أم لا ؟ وقال أبو حاتم : " الكَرْهُ بالفتح لا يَحْسُنُ لأنَّه بالفتح الغَصْبُ والغَلَبَةُ " . ولا يُلْتَفَتُ لِما قاله لتواتُرِ هذه القراءةِ . وانتصابُها : إمَّا على الحالِ من الفاعلِ أي : ذاتَ كُرْه . وإمَّا على النعت لمصدرٍ مقدرٍ أي : حَمْلاً كُرْهاً . قوله : " وحَمْلُه " أي : مدةُ حَمْلِه . وقرأ العامَّةُ " فِصالُه " مصدر فاصَلَ ، كأنَّ الأمَّ فاصَلَتْهُ وهو فاصَلَها . والجحدري والحسن وقتادة " فَصْلُه " . قيل : والفَصْلُ والفِصال بمعنىً كالفَطْمِ والفِطام ، والقَطْفِ والقِطاف . ولو نَصَب " ثلاثين " على الظرفِ الواقعِ موقعَ الخبرِ جاز ، وهو الأصلُ . هذا إذا لم نُقَدِّر مضافاً ، فإنْ قَدَّرْنا أي : مدةُ حَمْلِه لم يَجُزْ ذلك وتعيَّن الرفعُ ، لتصادُقِ الخبرِ والمُخْبَرِ عنه . قوله : { حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ } لا بُدَّ مِنْ جملةٍ محذوفةٍ تكونُ " حتى " غايةً لها أي : عاش واستمرَّتْ حياتُه حتى إذا . قوله : " أربعين " أي : تمامَها فـ " أربعين " مفعولٌ به . قوله : { وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِيۤ } أَصْلَحَ يتعدَّى بنفسِه لقولِه : { وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } [ الأنبياء : 90 ] وإنما تعدَّى بـ في لتضمُّنِه معنى الطُفْ بي في ذرِّيَّتي ، أو لأنه جَعَلَ الذرِّيَّة ظرفاً للصَّلاح كقولِه :