Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 52, Ayat: 30-30)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَمْ يَقُولُونَ } : قال الثعلبي : " قال الخليل : كلُّ ما في سورة الطور / مِنْ " أم " فاستفهامٌ وليس بعطفٍ " . وقال أبو البقاء : " أم في هذه الآياتِ منقطعةٌ " . قلت : وتقدَّم لك الخلافُ في المنقطعةِ : هل تتقدَّرُ بـ بل وحدَها ، أو بـ بل والهمزةِ ، أو بالهمزةِ وحدَها ، والصحيحُ الثاني . وقال مجاهد في قوله : " أم تأمرهم " تقديره : بل تأمرهم . وقرأ { بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونُ } بدلَ " أم هم " . قوله : { نَّتَرَبَّصُ } في موضعِ رفعٍ صفةً لشاعر . والعامَّةُ على " نتربَّصُ " بإسنادِ الفعل لجماعة المتكلمين " ريبَ " بالنصب . وزيدُ بن علي " يتربَّص " بالياء مِنْ تحتُ على البناء للمفعولِ " ريبُ " بالرفع . وريبُ المنونِ : حوادثُ الدهرِ وتقلُّباتُ الزمانِ لأنها لا تدوم على حالٍ كالرَّيْبِ وهو الشَّكُّ ، فإنه لا يبقى ، بل هو متزلزِلٌ قال الشاعر : @ 4118ـ تَرَبَّصْ بها رَيْبَ المنونِ لَعَلَّها تُطَلَّقُ يوماً أو يموتُ حليلُها @@ وقال أبو ذُؤَيْب : @ 4119ـ أمِن المَنونِ ورَيْبِه تتَوَجَّعُ والدهرُ ليس بمُعْتِبٍ مَنْ يَجْزَعُ @@ والمنون في الأصل : الدهرُ . وقال الراغب : " المنون المنيَّة ، لأنها تَنْقُصُ العددَ وتَقْطَعُ المَدَدَ " ، وجَعَل مِنْ ذلك قولَ : { أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } [ فصلت : 8 ] أي : غيرُ مقطوع . وقال الزمخشري : " وهو في الأصلِ فَعُول مِنْ منَّه إذا قطعه لأنَّ الموتَ قَطوعٌ ولذلك سُمِّيت شَعُوب " . و " ريبَ " مفعولٌ به أي : نَنْتَظِرُ به حوادثَ الدهرِ أو المنيَّة .