Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 32-32)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ٱلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ } : يجوزُ أَنْ يكونَ منصوباً بدلاً أو بياناً أو نعتاً للذين أحسنوا ، وبإضمار أَعْني ، وأن يكونَ خبر مبتدأ مضمرٍ أي : هم الذين ، وقد تقدَّم الخلاف في " كبائر " و " كبير الإِثم " . قوله : { إِلاَّ ٱللَّمَمَ } فيه أوجه ، أحدهما : أنه استثناءٌ منقطعٌ لأنَّ اللَّمَمَ الصغائرُ ، فلم تندرِجْ فيما قبلَها ، قاله جماعةٌ وهو المشهور . الثاني : أنه صفةٌ و " إلاَّ " بمنزلة " غير " كقولِه : { لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ } [ الأنبياء : 22 ] أي : كبائرَ الإِثم والفواحش غيرِ اللمم . الثالث : أنه متصلٌ وهذا عند مَنْ يُفَسِّر اللممَ بغير الصغائرِ ، والخلاف مذكور في التفسير . وأصلُ اللَّمَم : ما قَلَّ وصَغُر ، ومنه اللَّمَمُ وهو المَسُّ من الجنون ، وألمَّ بالمكان قلَّ لُبْثُه به ، ألَمَّ بالطعام أي : قَلَّ أكلُه منه . وقال أبو العباس : " أًصلُ اللَّمم : أَنْ يُلِمَّ بالشيء من غير أن يركَبَه يقال : ألمَّ بكذا إذا قاربه ، ولم يُخالِطْه " . وقال الأزهري : " العربُ تستعمل الإِلمامَ في معنى الدُنوِّ والقُرْب " . وقال جرير : @ 4134ـ بنفسي مَنْ تجنُّبُه عزيزٌ عليَّ ومَنْ زيارَتُه لِمامُ @@ وقال آخر : @ 4135ـ متى تأتِنا تُلْمِمْ بنا في ديارِنا تَجِدْ حَطَباً جَزْلاً وناراً تَأجَّجا @@ وقال آخر : @ 4136ـ لقاءُ أخِلاَّءِ الصَّفاءِ لِمامُ … @@ ومنه لِمَّة الشَّعْرِ لِما دونَ الوَفْرةِ . قوله : { أَجِنَّةٌ } جمع جَنين ، وهو الحَمْلُ في البطنِ لاستتارِه . وجنين وأَجِنَّةَ كسرير وأَسِرة .