Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 2-2)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ } : فيه وجهان ، أظهرُهما : أنها عَلَّم المتعديةُ إلى اثنين أي : عَرَّف ، من التعليم ، فعلى هذا المفعولُ الأولُ محذوف فقيل : تقديره : عَلَّم جبريلَ القرآنَ . وقيل : علَّم محمداً . وقيل : عَلَّم الإِنسانَ . وهذا أَوْلَى لعُمومِه ، ولأنَّ قولَه " خَلَق الإِنسانَ " دالٌّ عليه . والثاني : أنها من العلامةِ . فالمعنى : جَعَله علامةً وآيةً يُعْتنى بها . وهذه الجملُ التي جيْءَ بها من غيرِ عاطفٍ لأنها سِيْقَتْ لتعديدِ نعمةٍ كقولك : فلانٌ أَحْسَنَ إلى فلانٍ : أكرمه ، أشاد ذِكْرَه ، رَفَعَ مِنْ قَدْرِه ، فلشِدَّةِ الوصلِ تَرَكَ العاطفَ . والظاهر أنها أخبارٌ . وقال أبو البقاء : و " خَلَق الإِنسان " مستأنفٌ وكذلك " عَلَّمه " يجوزُ أَنْ يكونَ حالاً من الإِنسان مقدرةً و " قد " معها مرادةٌ " . انتهى . وهذا ليس بظاهرٍ بل الظاهرُ ما قدَّمتهُ ولم يذكُرْ الزمخشريُّ غيرَه . فإن قيل : لِمَ قَدَّم تعليمَ القرآنِ للإِنسان على خَلْقِه وهو متأخرٌ عنه في الوجودِ ؟ قيل : لأنَّ التعليمَ هو السببُ في إيجادِه وخَلْقِه .