Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 87-88)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } : شرطٌ آخرُ ، وليس هذا من اعتراضِ الشرطِ على الشرطِ نحو : " إنْ ركبتِ إنْ لَبِسْتِ فأنتِ طالق " حتى يجيءَ فيه ما قَدَّمْتُه في هذه المسألةِ ؛ لأنَّ المرادَ هنا : إنْ وُجِد الشرطان كيف كانا فهلا رَجَعْتُمْ بنفِس الميتِ . قوله : { فَأَمَّآ إِن كَانَ } قد تقدَّم الكلامُ في " إمَّا " في أولِ هذا الموضوعِ مستوفىً ولله الحمدُ . وهنا أمرٌ زائدٌ وهو وقوعُ شرطٍ آخرَ بعدها . واختلف النحاةُ في الجوابِ المذكورِ بعدها : هل هو لـ " أمَّا " أو لـ " إنْ " ، وجوابُ الأخرى محذوفٌ لدلالةِ المنطوقِ عليه ، أو الجوابُ لهما معاً ؟ ثلاثةُ أقوالٍ ، الأولُ لسيبويه والثاني للفارسيِّ في أحدِ قولَيْه ، وله قولٌ آخرُ كسيبويهِ ، والثالث للأخفش ، وهذا كما تقدَّم في الجوابِ بعد الشرطَيْن المتواردَيْن . وقال مكي : " ومعنى " أمَّا " عند أبي إسحاقَ الخروجُ مِنْ شيءٍ إلى شيءٍ ، أي : دَعْ ما كُنَّا فيه وخُذْ في غيره " . قلت : وعلى هذا فيكونُ الجوابُ لـ " إنْ " فقط لأنَّ " أمَّا " ليسَتْ شرطاً . ورجَّح بعضُهم أنَّ الجوابَ لـ " أمَّا " ؛ لأنَّ " إنْ " كَثُرَ حَذْفُ جوابِها / منفردةً ، فادِّعاءُ ذلك مع شرطٍ آخرَ أَوْلَى . والضميرُ في " كان " و " كان " للمتوفَّى لدلالةِ قولِه : " فلولا تَرْجِعُونَها " .