Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 7-7)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ } : " يكونُ " تامةٌ و " من نَجْوى " فاعلُها . و " مِنْ " مزيدةٌ فيه . ونجوى في الأصل مصدرٌ فيجوزُ أَنْ يكونَ باقياً على أصلِه ، ويكون مضافاً لفاعِله ، أي : ما يوجَدُ مِنْ تناجي ثلاثةٍ . ويجوز أَنْ يكونَ على حَذْفِ مضافٍ أي : مِنْ ذوي نَجْوى . ويجوزُ أَنْ يكونَ أطلق على الأشخاصِ المتناجينِ مبالغةً ، فعلى هذَيْن الوجهَيْن ينخفضُ " ثلاثة " على أحدِ وجْهَين : إمَّا البدلِ مِنْ ذوي المحذوفة ، وإمَّا الوصفِ لها على التقدير الثاني ، وإمَّا البدلِ أو الصفةِ لـ " نَجْوَى " على التقدير الثالث . وقرأ ابن أبي عبلة " ثلاثةً " و " خمسةً " نصباً على الحال . وفي صاحبها وجهان ، أحدهما : أنه محذوفٌ مع رافعِه ، تقديرُه : يتناجَوْن ثلاثةً ، وحُذف لدلالةِ " نجوى " عليه . والثاني : أنه الضمير المستكِنُّ / في " نجوى " إذا جَعَلْناها بمعنى المتناجِين ، قاله الزمخشريُّ . قال مكي : " ويجوز في الكلام رَفْعُ " ثلاثة " على البدل مِنْ موضع " نَجْوى " ، لأنَّ موضعَها رفعٌ و " مِنْ " زائدةٌ ، ولو نصَبْتَ " ثلاثة " على الحال من الضمير المرفوع إذا جَعَلْتَ " نجوى " بمعنى المتناجين جازَ في الكلام " . قلت : أمَّا الرفعُ فلم يُقْرَأْ به فيما عَلِمْتُ ، وهو جائزٌ في غير القرآن كما قال . وأمَّا النصبُّ فقد عَرَفْتَ مَنْ قرأ به فكأنَّه لم يَطَّلعْ عليه . قوله : { إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ } " إلاَّ هو خامسُهم " { إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ } كلُّ هذه الجملِ بعد " إلاَّ " في موضعِ نصبٍ على الحالِ أي : ما يوجَدُ شَيْءٌ من هذه الأشياءِ إلاَّ في حالٍ مِنْ هذه الأحوالِ ، فالاستثناءُ مفرَّغٌ من الأحوال العامة . وقرأ أبو جعفر : " ما تكونُ " بتاءِ التأنيث لتأنيث النجوى . قال أبو الفضل : إلاَّ أنَّ الأكثرَ في هذا البابِ التذكيرُ على ما في العامة ؛ لأنه مُسْنَدٌ إلى " مِنْ نجوى " ، وهو اسمُ جنسٍ مذكرٌ . قوله : { وَلاَ أَكْثَرَ } العامَّةُ على الجرِّ عطفاً على لفظ " نجوى " . وقرأ الحسن والأعمش وابن أبي إسحاق وأبو حيوة ويعقوبُ " ولا أكثرُ " بالرفع . وفيه وجهان ، أحدُهما : أنه معطوفٌ على موضع " نَجْوى " لأنه مرفوعٌ ، و " مِنْ " مزيدةٌ فيه . فإن كان مصدراً كان على حَذْفِ مضافٍ كما تقدَّم أي : مِنْ ذوي نجوى ، وإن كان بمعنى المتناجِين فلا حاجةَ إلى ذلك . والثاني : أن يكونَ " أَدْنى " مبتدأ ، و { إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ } خبرُه ، فيكون " ولا أكثرُ " عطفاً على المبتدأ ، وحينئذ يكون " ولا أَدْنَى " من باب عطفِ الجملِ لا المفرداتِ . وقرأ الحسن ويعقوب أيضاً ومجاهد والخليل " ولا أكبرُ " بالباء الموحدة والرفعِ على ما تقدَّم . وزيد بن علي " يُنْبِهِمْ " مِنْ أَنْبأ ؛ إلاَّ أنه حذف الهمزةَ وكسرَ الهاءَ ، وقُرِىء كذلك ، إلاَّ أنَّه بإثباتِ الهمزةِ وضمِّ الهاءِ . والعامَّةُ بالتشديد مِنْ نَبَّأ .