Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 59, Ayat: 5-5)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مَا قَطَعْتُمْ } : " ما " شرطيةٌ في موضع نصب بـ " قَطَعْتم " و " مِنْ لينةٍ " بيانٌ له . و " فبإِذنِ اللهِ " جزاء الشرطِ . ولا بُدَّ مِنْ حذفٍ ، أي : فقَطْعُها بإذنِ الله ، فيكون " بإذنِ الله " الخبرَ لذلك المبتدأ . واللينةُ فيها خلافٌ كثير ، قيل : هي النخلةُ مطلقاً ، وأُنْشِد : @ 4244ـ كأن قُتودي فوقها عُشُّ طائرٍ على لِيْنَةٍ سَوْقاءَ تَهْفوا جُنوبها @@ وقال آخر : @ 4245ـ طِراقُ الخوافِي واقعٌ فوقَ لِينة نَدَى لَيْلهِ في ريشه يَتَرَقْرَقُ @@ وقيل : هي النخلة ما لم تكن عجوةً . وقيل : ما لم تكن عَجْوةً ولا بَرْنِيَّة . وقيل : هي النخلةُ الكريمة . وقيل : ما تَمْرُها لُوْنٌ ، وهو نوعٌ من التمر ، قال سفيان : هو شديدُ الصُّفْرة يَشِفُّ عن نواةٍ . وقيل : هي العَجْوة . وقيل : هي الفُسْلان وأنشد : @ 4246ـ غَرَسوا لينةً بمَجرى مَعِيْنِ ثم حُفَّ النخيلُ بالآجامِ @@ وقال آخر : @ 4247ـ قد جَفاني الأَحْبابُ حين تَغَنَّوا بفراقِ الأحبابِ مِنْ فوقِ ليْنَهْ @@ وقيل : هي أغصان الشجر للينِها . وفي عين " لِينة " قولان ، أحدهما : أنها واوٌ لأنه من اللون ، وإنما قُلِبَتْ ياءً لسكونِها وانكسارِ ما قبلَها كدِيْمة وقيمة . الثاني : أنها ياءٌ لأنها من اللِّين . وجَمْعُ اللِّينة لِيْن لأنه من بابِ اسم الجنس كتَمْرة وتَمْر . وقد كُسِّر على " لِيان " وهو شاذٌّ ؛ لأنَّ تكسيرَ ما يُفَرَّقُ بتاءِ التأنيث شاذٌّ كرُطَبَة ورُطَب وأَرْطاب . وأُنْشد : @ 4248ـ وسالفةٌ كسَحُوْقِ اللِّيا ن أَضْرَمَ فيه الغَوِيُّ السُّعُرْ @@ / والضميرُ في " تَرَكْتموها " عائدٌ على معنى " ما " وقرأ عبدُ الله والأعمش وزيدُ بن علي " قُوَّماً " على وزنِ ضُرَّب ؛ جمعَ " قائم " مراعاةً لمعنى " ما " فإنه جمعٌ . وقُرِىءَ " قائماً " مفرداً مذكراً . وقُرِىء " أُصُلِها " بغير واو . وفيه وجهان ، أحدهما : أنه جمعُ " أَصْلٍ " ، نحو : رَهْن ورُهُن . والثاني : أن يكونَ حَذَفَ الواوَ استثقالاً لها . قوله : { وَلِيُخْزِيَ } اللامُ متعلقةٌ بمحذوفٍ ، أي : ولِيُخْزِيَ أَذِنَ في قَطْعِها ، أو ليُسِرَّ المؤمنين ويُعِزَّهم ولِيُخْزِيَ .