Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 86-86)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : " واليَسَع " قرأ الجمهور : " الْيَسَعَ " بلام واحدة وفتح الياء بعدها ، وقرأ الأخوان : اللَّيْسَع ، بلامٍ مشدَّدة وياء ساكنة بعدها ، فقراءةُ الجمهور فيها تأويلان ، أحدهما : أنه منقولٌ من فعل مضارع ، والأصل : يَوْسَع كيَوْعِد ، فوقعت الواو بين ياء وكسرة تقديرية ، لأن الفتحة إنما جيء بها لأجل حرف الحلق فحُذِفَتْ لحَذْفها في يَضَع ويَدَع ويَهَب وبابه ، ثم سُمِّي به مجرداً عن ضمير ، وزيدت فيه الألف واللام على حَدِّ زيادتها في قوله : @ 1976ـ رأيت الوليدَ بنَ اليزيد مبارَكاً شديداً بأعباءِ الخلافةِ كاهِلُهْ @@ وكقوله : @ 1977ـ باعَدَ أمَّ العمروِ من أسيرِها حُرَّاسُ أبوابٍ على قصورِها @@ وقيل : الألف واللام فيه للتعريف كأنه قدَّر تنكيره . والثاني : أنه اسمٌ أعجمي لا اشتقاق له ، لأن اليسع يقال له يوشع بن نون فتى موسى ، فالألفُ واللام فيه زائدتان أو مُعَرِّفتان كما تقدَّم قبل ذلك ، وهل " أل " لازمةٌ له على تقدير زيادتها ؟ فقال الفارسي : إنها لازمة شذوذاً كلزومها في " الآن " وقال ابن مالك : " ما قارنت الأداة نَقْلَه كالنصر والنعمان ، أو ارتجاله كاليسع والسموءل فإنَّ الأغلب ثبوتُ أل فيه ، وقد تُحْذف " . وأمَّا قراءةُ الأخوين فأصله لَيْسَع كـ ضَيْغَم وَصَيْرَف وهو اسم أعجمي ، ودخولُ الألفِ واللام فيه على الوجهين المتقدمين . واختار أبو عبيد قراءة التخفيف فقال : " سمعنا اسم هذا النبيّ في جميع الأحاديث : اليسع ، ولم يُسَمِّه أحدٌ منهم اللَّيْسع " وهذا لا حجةَ فيه لأنه روي اللفظ بأحد لغتيه ، وإنما آثروا الرواة هذه اللفظة لخفتها لا لعدم صحة الأخرى . وقال الفراء في قراءة التشديد : " هي أشبه بأسماء العجم " . وقد تَقَدَّم أنَّ في نون " يونس " ثلاثَ لغات وكذلك في سين يوسف . قوله : " وكلاَّ فَضَّلْنا " كقوله : " كلاًّ هَدَيْنَا " .