Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 60, Ayat: 10-10)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ } : قيل : هو تأكيد للأول لتلازُمِهِا . وقيل : أراد استمرارَ الحكم بينهم فيما يَسْتقبِلُ ، كما هو في الحال ما داموا مشركين وهُنَّ مؤمناتٌ . وقوله : " المؤمنات " تسميةٌ للشيء بما يقارِبُه ويُشارِفُه أو في الظاهر . وقُرِىء " مُهاجراتٌ " بالرفع وخُرِّجَتْ على البدلِ . الجملةُ مِنْ قولِه : { ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ } فائدتُها : بيان أنَّه لا سبيلَ لكم إلى ما تطمئنُّ به النفس ويُثلج الصدرَ من الإِحاطة بحقيقةِ إيمانهنَّ ، فإنَّ ذلك ممَّا استأثر اللهُ به . قاله الزمخشري : وسُمِّي الظنُّ الغالِبُ في قولِه : " عَلِمْتُموهُنَّ " عِلْماً لما بينهما من القُرْب ، كما يقع الظنُّ موقعَه . وتقدَّم ذلك في البقرة . وقوله : { أَن تَنكِحُوهُنَّ } أي : في أَنْ . وقوله : " إذا آتيْتُمُوهُنَّ " يجوزُ أَنْ يكونَ ظرفاً مَحْضاً ، وأَنْ يكونَ شرطاً ، جوابُه مقدَّرٌ أي : فلا جُناحَ عليكم . قوله : { وَلاَ تُمْسِكُواْ } قرأ أبو عمرو في آخرين بضم التاء وفتح الميم وشدِّ السين ، وباقي السبعة بتخفيفها مِنْ مَسَّك وأَمْسَك بمعنىً واحد . ويقال : أَمْسَكْتُ الحَبْل إمساكاً ومَسَّكْتُه تَمْسكياً . وفي التشديد مبالغةٌ ، والمخفَّفُ صالحٌ لها أيضاً . وقرأ الحسن وابنُ أبي ليلى وأبو عمروٍ وابنُ عامرٍ في روايةٍ عنهما " تَمَسَّكُوا " بالفتح في الجميعِ وتشديدِ السينِ . والأصلُ : تَتَمسَّكوا بتاءين ، فحُذِفَتْ إحداهما . وعن الحسن أيضاً " تَمْسِكوا " مضارع مَسَكَ ثلاثياً . والعِصَمُ : جمع عِصْمة ، والكوافر : جمع كافرة كضَوارب في ضاربة . ويُحكى عن الكَرْخِيِّ الفقيهِ المعتزليِّ أنه قال : الكوافِرُ يشملُ الرجالَ والنساءَ . قال الفارسي : / " فقلت له : النَّحْويون لا يَرَوْن هذا إلاَّ في النساءِ جمعَ " كافرة " فقال : أليس يُقال : طائفة كافرة ، وفِرْقَةٌ كافرة . قال أبو علي : فبُهِتُّ وقلتُ : هذا تأييدٌ إلهيٌّ " قلت : وإنما أُعْجِبَ بقولِه لكونِه معتزليّاً مثلَه . والحقُّ أنه لا يجوز " كافِرة " وصفاً للرجال ، إلاَّ أن يكونَ الموصوفُ مذكوراً نحو : هذه طائفة كافرة ، أو في قوةِ المذكور . أمَّا أنه يقال : " كافرة " باعتبارِ الطائفة غير المذكورة ، ولا في قوةِ المذكورة بل لمجردِ الاحتمالِ ، ويُجمع جَمْعَ فاعِلة ، فهذا لا يجوزُ . وقولُ الفارسي : " لا يَرَوْنَ هذا إلاَّ في النساء " صحيحٌ ولكنه الغالِبُ . وقد يُجْمَعُ فاعِل وصفُ المذكرِ العاقلِ على فواعِل وهو محفوظٌ نحو : فوارِس ونواكِس . قوله : { يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ } فيه وجهان ، أحدُهما : أنه مستأنفٌ لا محلَّ له . والثاني : أنه حالٌ مِنْ " حُكْمُ " . والراجعُ : إمَّا مستترٌ أي : يحكم هو أي : الحكم على المبالغةِ ، وإمَّا محذوفٌ أي : يحكمُه . وهو الظاهرُ .