Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 19-19)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { صَافَّاتٍ } : يجوز أَنْ يكونَ حالاً مِن " الطير " وأَنْ يكونَ حالاً مِن ضمير " فوقَهم " إذا جَعَلْناه حالاً فتكونُ متداخِلةً . و " فوقَهم " ظرفٌ لصافَّات على الأولى أو لـ " يَرَوْا " . قوله : { وَيَقْبِضْنَ } عَطَفَ الفعلَ على الاسمِ لأنَّه بمعناه أي : وقابضاتٍ ، فالفعلُ هنا مؤولٌ بالاسمِ عكسَ قولِه : { إِنَّ ٱلْمُصَّدِّقِينَ وَٱلْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُواْ } [ الحديد : 18 ] فإن الاسمَ هناك مؤولٌ بالفعلِ . وقد تقدَّم الاعتراضُ على ذلك . وقولُ أبي البقاء : " معطوفٌ على اسم الفاعل ، حَمْلاً على المعنى أي : يَصْفِفْنَ ويَقْبِضْنَ أي : صافَّاتٍ وقابِضاتٍ " لا حاجةَ إلى تقديره : يَصْفِفْنَ ويَقْبَضْنَ ؛ لأن الموضعَ للاسمِ فلا نُؤَوِّلُه بالفعل . وقال الشيخ : " وعَطَفَ الفعلَ على الاسم / لمَّا كان في معناه ، ومثلُه قولُه تعالى : { فَٱلْمُغِيرَاتِ صُبْحاً فَأَثَرْنَ } [ العاديات : 3 - 4 ] عطفَ الفعلَ على الاسم لمَّا كان المعنى : فاللاتي أغَرْنَ فأَثَرْنَ ، ومثلُ هذا العطفِ فصيحٌ وكذا عكسُه ، إلاَّ عند السهيليِّ فإنه قبيحٌ نحو قوله : @ 4288ـ بات يُغَشِّيها بعَضْبٍ باترٍ يَقْصِدُ في أسْوُقِها وجائِرُ @@ أي : قاصدٌ في أَسْوُقِها وجائر " انتهى ، هو مثلُه في عطفِ الفعلِ على اسمٍ ، إلاَّ أنَّ الاسمَ فيه مؤولٌ بالفعلِ عكسَ هذه الآيةِ . ومفعولُ " يَقْبِضْنَ " محذوفٌ أي : ويَقْبِضْنِ أجنحتَهُنَّ ، قاله أبو البقاء ولم يُقَدِّرْ لـ " صافَّاتٍ " مفعولاً كأنه زَعَمَ أنَّ الاصطفافَ في أنفسِها أي : مصطفَّةً . والظاهرُ أنَّ المعنى : صافَّاتٍ أجنحتَها وقابضَتَها ، فالصَّفُّ والقَبْضُ منها لأجنحتِها . وكذلك قال الزمخشريُّ : " صافَّاتٍ باسِطاتٍ أجنحتَهن " ثم قال : " فإنْ قلتَ لِمَ قال : ويقبضْنَ ولم يَقُلْ : وقابضاتٍ ؟ قلت : لأنَّ الطيرانَ هو صَفُّ الأجنحةِ ؛ لأنَّ الطيرانَ في الهواءِ كالسِّباحةِ في الماءِ ، والأصلُ في السباحةِ مَدُّ الأطرافِ وبَسْطُها ، وأمَّا القَبْضُ فطارِىءٌ على البَسْطِ للاستظهارِ به على التحرُّكِ ، فجيء بما هو طارِىءٌ غيرُ أصلٍ بلفظِ الفعلِ على معنى أنَّهن صافاتٌ ، ويكونُ منهنَّ القَبْضُ تارةً بعد تارةً ، كما يكون من السَّابح " . قوله : { مَا يُمْسِكُهُنَّ } يجوزُ أَنْ تكونَ الجملةُ مستأنفةً ، وأن تكونَ حالاً من الضمير في " يَقْبِضْنَ " قاله أبو البقاء ، والأولُ هو الظاهرُ . وقرأ الزهري بتشديدِ السينِ .