Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 16-16)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { سَنَسِمُهُ } : أي : نجعل له سِمَةً ، أي : علامة يُعْرَفُ بها . قال جرير : @ 4297ـ لَمَّا وَضَعْتُ على الفرزدقِ مِيْسَمي وعلى البَعيثِ جَدَعْتُ أَنْفَ الأخطلِ @@ / والخُرْطُومُ : الأَنْفُ ، وهو هنا عبارةٌ عن الوجهِ كلِّه من [ باب ] التعبيرِ عن الكلِّ بالجزءِ ؛ لأنه أظهرُ ما فيه وأَعلاه . والخُرْطومِ أيضاً : الخمرُ وكأنه استعارةٌ لها ؛ لأنَّ الشنتمَريَّ قال : " هي الخمرُ أول ما تَخْرُجُ من الدِّنِّ " ، فجُعِلَتْ كالأَنفِ ؛ لأنه أولُ ما يَبْدُو مِنْ الوجهِ ، فليسَتْ الخرطومُ الخمرَ مطلقاً . ومِنْ مجيءِ الخُرْطومِ بمعنى الخمرِ قولُ علقمةَ ابنِ عبدة : @ 4298ـ قد أَشْهَدُ الشَّرْبَ ، فيهم مُزْهِرٌ زَئِمٌ والقومُ تصرَعُهمْ صَهْباءُ خُرْطومُ @@ وأنشد النضر بن شميل : @ 4299ـ تَظَلُّ يومَك في لهو وفي لَعِبٍ وأنتَ بالليل شَرَّابُ الخَراطيمِ @@ قال النَّضِرُ : " والخُرطومُ في الآية : هي الخَمْرُ ، والمرادُ : سَنَحُدُّه على شُربِها . وقد استبعدَ الناسُ هذا التفسيرَ .