Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 131-131)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَإِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلْحَسَنَةُ } : أتى في جانب الحسنة بـ إذا التي للمحقق . وعُرِّفَتِ الحسنة لسَعة رحمة الله تعالى ، ولأنها أمر محبوب ، كلُّ أحدٍ يتمناه ، وأتى في جانب السيئة بـ " إنْ " التي للمشكوك فيه ، ونُكِّرتِ السيئة لأنه أمرٌ كلُّ أحدٍ يَحْذره . وقد أوضح الزمخشري ذلك فقال : " فإن قلتَ : كيف قيل { فَإِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلْحَسَنَةُ } بـ " إذا " وتعريف الحسنة ، و { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } بـ " إن " وتنكير السيئة ؟ قلت : لأنَّ جنسَ وقوعِه كالواجب واتساعه ، وأمَّا السيئة فلا تقع إلا في الندرة ولا يقع إلا شيء منها " . انتهى . وهذا من محاسن علم البيان . قوله : { يَطَّيَّرُواْ } الأصلُ : يتطيَّروا فَأُدْغمت التاء في الطاء لمقاربتها لها . وقرأ عيسى بن عمر وطلحة بن مصرف : " تطيَّروا " بتاءٍ من فوق على أنه فعلٌ ماضٍ وهو عند سيبويه وأتباعه ضرورة ، إذ لا يقع فعل الشرط مضارعاً والجزاء ماضياً إلا ضرورةً كقوله : @ 2270ـ مَنْ يَكِدْني بِسَيِّءٍ كنتُ منه كالشَّجا بين حَلْقِه والوريد @@ وقوله : @ 2271ـ وإن يَرَوا سُبَّة طاروا بها فَرَحاً مني وما سمعوا مِنْ صالحٍ دَفَنُوا @@ وقد تقدَّم الخلاف في ذلك فأغنى عن إعادته . والتطيُّر : التشاؤم وأصله أن يُفَرَّق المالُ ويطير بين القوم ، فيطير لكل أحدٍ حظُّه وما يخصُّه ، ثم أُطْلق على الحظ والنصيب السَّيِّئ بالغلبة ، وأنشدوا للبيد : @ 2272ـ تطير عَدائِدُ الأشراكِ شَفْعاً ووِتْراً والزَّعامةُ للغلام @@ الأَشْراك : جمعُ شِرْك وهو النصيب ، أي : طار المال المقسوم شَفْعاً للذَّكر ووِتْراً للأنثى . والزَّعامة : أي : الرئاسة للذكر ، فهذا معناه تفرَّق ، وصار لكل أحد نصيبُه ، وليس من الشؤم في شيءٍ ، ثم غَلَبَ على ما ذكرت لك . ومعنى { طَائِرُهُمْ عِندَ ٱللَّهِ } أي : حظهم وما طار لهم في القضاء والقدر ، أو شؤمهم ، أي : سبب شؤمِهم عند الله وهو ما يُنْزِلُه بهم .