Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 146-146)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } : فيه وجهان أحدهما : أنه متعلق بمحذوفٍ على أنه حال ، أي : يتكبَّرون ملتبسين بغير الحق . والثاني : أن يتعلَّق بالفعل قبله أي : يتكبرون بما ليس بحق ، والتكبُّر بالحق لا يكون إلا لله تعالى خاصة . قوله : { وَإِن يَرَوْاْ } الظاهرُ أنها بَصَريَّة ، ويجوز أن تكون قلبية ، والثاني محذوفٌ لفَهْم المعنى كقول عنترة : @ 2293ـ ولقد نَزَلْتِ فلا تظنِّي غيرَه مني بمنزلة المُحَبِّ المُكْرَمِ @@ أي : فلا تظني غيره واقعاً مني ، وكذا الآية الكريمة ، أي : وإن يَرَوا كل آية جائية أو حادثة . وقرأ مالك بن دينار " يُرَوا " مبنياً للمفعول مِنْ أرى المنقول بهمزة التعدية . قوله { ٱلرُّشْدِ } قرأ الأخَوان هنا وأبو عمرو في قوله { مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً } [ الكهف : 66 ] خاصةً دون الأوَّلَيْن فيها بفتحتين ، والباقون بضمة وسكون . واختلف الناس فيها : هل هما بمعنى واحد ؟ فقال الجمهور : نعم لغتان في المصدر كالبُخْل والبَخَل والسُّقْم والسَّقَم والحُزْن والحَزَن . وقال أبو عمرو بن العلاء : " الرُّشْد بضمة وسكون الصَّلاح في النظر ، وبفتحتين الدِّين " قالوا ولذلك أُجْمِع على قوله { فَإِنْ آنَسْتُمْ مِّنْهُمْ رُشْداً } [ النساء : 6 ] بالضم والسكون ، وعلى قوله { فَأُوْلَـٰئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً } [ الجن : 14 ] بفتحتين . ورُوي عن ابن عامر " الرُّشُد " بضمَّتين وكأنه من باب الإِتباع كاليُسُر والعُسُر . وقرأ السلمي " الرَّشاد " بألف فيكون الرُّشْد والرَّشَد والرَّشاد كالسُّقْم والسَّقَم والسَّقَام . وقرأ ابن أبي عبلة " لا يتخذوها " و " يتخذوها " بتأنيث الضمير لأن السبيل يجوز تأنيثُها . قال تعالى : { قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ } [ يوسف : 108 ] . قوله : { ذٰلِكَ } فيه وجهان ، أظهرهما : أنه مبتدأ خبره الجارُّ بعده ، أي : ذلك الصرف بسبب تكذيبهم . والثاني : أنه في محلِّ نصب . ثم اختُلِف في ذلك : فقال الزمخشري : " صَرَفَهم الله ذلك الصَّرْفَ بعينه فجعله مصدراً . وقال ابن عطية : " فعلنا ذلك " فجعله مفعولاً به ، وعلى الوجهين فالباء في " بأنهم " متعلقةٌ بذلك المحذوف . قوله : { وَكَانُواْ } في هذه الجملةِ احتمالان ، أحدهما : أنها نسقٌ على خبر " أنَّ " ، أي : ذلك بأنهم كذبوا ، وبأنهم كانوا غافلين عن آياتنا . والثاني : أنها مستأنفةٌ أخبر الله تعالى عنهم بأنَّ مِنْ شأنهم الغفلةَ عن الآيات وتدبُّرِها .