Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 196-196)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إِنَّ وَلِيِّـيَ ٱللَّهُ } : العامة على تشديد " وليي " مضافاً لياء المتكلم المفتوحة وهي قراءة واضحة . أضاف الوليّ إلى نفسه . وقرأ أبو عمرو في بعض طرقه : " إن وليَّ " بياء واحدة مشددة مفتوحة ، وفيها تخريجان أحدهما : قال أبو علي : " إن ياء فعيل مدغمةٌ في ياء المتكلم ، وإن الياء التي هي لام الكلمة محذوفةٌ ، ومنع من العكس . والثاني : أن يكون " وليَّ " اسمها وهو اسمٌ نكرةٌ غيرُ مضاف لياء المتكلم والأصل : إن ولياً الله ، فولياً اسمُها واللهُ خبرها ، ثم حذف التنوين لالتقاء الساكنين كقوله : @ 2363ـ فالفيته غيرَ مُسْتَعْتِبٍ ولا ذاكرَ اللهَ إلا قليلا @@ وكقراءة من قرأ : { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدُ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ } [ الصمد : 1 - 2 ] . ولم يبق إلا الإِخبارُ عن نكرةٍ بمعرفة وهو واردٌ ، قال الشاعر : @ 2364ـ وإنَّ حراماً أن أَسُبَّ مجاشعاً بآبائي الشمِّ الكرام الخضارم @@ وقرأ الجحدري في رواية : " إن وليِّ الله " بكسر الياء مشددة ، وأصلُها أنه سَكَّن ياء المتكلم فالتقت مع لام التعريف ، فحذفت لالتقاء الساكنين وبقيت الكسرة تدلُّ عليها نحو : إنَّ غلامِ الرجلُ . وقرأه في رواية أخرى : " إن وليَّ الله " بياء مشددة والجلالة بالجر ، نقلها عنه أبو عمرو الداني ، أضاف الوليّ إلى الجلالة . وذكر الأخفش وأبو حاتم هذه القراءة عنه ، ولم يذكرا نصب الياء . وخرَّجها الناس على ثلاثة أوجه ، الأول قولُ الأخفش وهو أن يكون وليّ الله اسمها ، والذي نزَّل الكتاب خبرها ، والمراد بالذي نزَّل الكتاب جبريل ، يدلُّ عليه قولُه تعالى { نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ } [ الشعراء : 193 ] { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ ٱلْقُدُسِ } [ النحل : 102 ] إلا أن الأخفش قال في قوله " وهو يتولى الصالحين " هو مِنْ صفة الله قطعاً لا من صفة جبريل ، وفي تَحَتُّم ذلك نظرٌ . والثاني : أن يكون الموصوف بتنزيل الكتاب هو الله تعالى ، والمراد بالموصول النبي صلى الله عليه وسلم ويكون ثَمَّ عائدٌ محذوف لفهم المعنى ، والتقدير : إنَّ وليَّ الله النبيُّ الذي نَزَّل الله الكتاب عليه ، فحذف " عليه " وإن لم يكن مشتملاً على شروط الحذف لكنه قد جاء قليلاً كقوله : / @ 2365ـ وإن لساني شُهْدةٌ يُشْتفى بها وهُوَّ على مَنْ صَبَّه الله عَلْقَمُ @@ أي : صَبَّه الله عليه . وقال آخر : @ 2366ـ فأصبح من أسماء قيسٍ كقابضٍ على الماء لا يدري بما هو قابضُ @@ أي : بما هو قابض عليه . وقال آخر : @ 2367ـ لعلَّ الذي أَصْعَدْتِني أن يَرُدَّني إلى الأرض إن لم يَقْدِرِ الخيرَ قادرُهْ @@ أي : أَصْعَدْتني به . وقال آخر : @ 2368ـ ومِنْ حَسَدٍ يجورُ عليَّ قومي وأيُّ الدهر ذو لم يحسُدوني @@ وقال آخر : @ 2369ـ فقلت لها لا والذي حَجَّ حاتمٌ أخونُكِ عهداً إنني غيرُ خَوَّانِ @@ أي : حجَّ إليه . وقال آخر : @ 2370ـ فَأَبْلِغَنَّ خالدَ بنَ عَضْلَةٍ والمَرْءُ مَعْنِيٌّ بلومِ مَنْ يثقْ @@ أي : يثق به ، وإذا ثَبَتَ أن الضميرَ يُحْذف في مثل هذه الأماكن وإن لم يكمل شرطُ الحذف فلهذه القراءة في التخريج المذكور أسوة بها . والثالث : أن يكون الخبر محذوفاً تقديره : إن وليَّ الله الصالحُ أو مَنْ هو صالح ، وحُذف لدلالة قوله " وهو يتولَّى الصالحين " وكقوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكْرِ } [ أي : معذَّبون ، وكقوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ } [ الحج : 25 ] .