Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 73-73)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَإِلَىٰ ثَمُودَ } : ثمود اسم رجل وهو ثمود ابن جاثر بن إرَم بن سام وهو أخو جديس ، فثمود وجديس أخوان ثم سُمِّيت به هذه القبيلة ، والأكثر مَنْعُه اعتباراً بما ذكرته ، ومنهم مَنْ جَعَله اسماً للحيِّ فصرفه وهي قراءةُ الأعمش ويحيى بن وثاب في جميع القرآن ، وسيأتي لك خلاف بين القراء السبعة في سورة هود وغيرها . وقيل : سُمُّوا ثمود لقلة مائهم ، والثَّمْدُ الماء القليل . قال النابغة : @ 2229ـ واحْكُمْ كحكم فتاة الحي إذ نظرَتْ إلى حَمامٍ شِراعٍ واردِ الثَّمَدِ @@ وصالح اسم عربي وهو صالح بن آسف . وقيل : ابن عبيد بن آسف ابن كاشح بن أروم بن ثمود بن جاثر . قوله : { قَدْ جَآءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ } قد كثُر إيلاءُ هذه اللفظةِ العواملَ ، فهي جاريةٌ مَجْرى الأبطح والأبرق في عدم ذِكْرِ موصوفها . وقوله : " من ربكم " يحتمل أن تتعلَّق بجاءتكم و " مِنْ " لابتداء الغاية مجازاً ، وأن تتعلق بمحذوف لأنها صفةُ بَيِّنة . ولا بد مِنْ حَذْف مضاف أي : من بينات ربكم ليتصادَقَ الموصوفُ وصفتُه . وقوله : " آية " نصب على الحال لأنها بمعنى العلامة . والعاملُ فيها : إمَّا معنى التنبيه ، وإمَّا معنى الإِشارة كأنه قال : أنبِّهكم عليها أو أُشير إليها في هذه الحال . ويجوز أن يكون العاملُ مضمراً تقديره : انظروا إليها في هذه الحال ، والجملةُ لا محلَّ لها لأنها كالجواب لسؤالٍ مقدر كأنهم قالوا : أين آيتك ؟ فقال : هذه ناقةُ الله ، وأضافها إلى الله تشريفاً كبيت الله وروح الله ، وذلك لأنها لم تتوالد بين جَمَلٍ وناقة بل خَرَجَتْ من صَلْد كما هو المشهور . وقوله { لِكُمْ } أي : أعني لكم ، وخُصُّوا بذلك لأنهم هم السائلوها أو المتفعون بها من بين سائر الناس لو أطاعوا . ويحتمل أن تكون " هذه ناقة الله " مفسرةً لقوله " بيِّنة " لأنَّ البينة تستدعي شيئاً يتبيَّن به المُدَّعَى ، فتكون الجملةُ في محل رفع على البدل ، وجاز إبدال جملةٍ من مفرد لأنها في قوته . قوله : { فِيۤ أَرْضِ ٱللَّهِ } الظاهرُ تعلُّقه بـ " تأكل " وقيل : يجوز تعلُّقه بقوله " فَذَرُوها " ، وعلى هذا فتكونُ المسألة من التنازع وإعمال الثاني ، ولو أعمل الأول لأضمر في الثاني فقال : تأكل فيها في أرض الله . / وانجزم " تأكل " جواباً للأمر . وقد تقدم الخلافُ في جازمه : هل هو نفسُ الجملة الطلبية أو أداة مقدرة ؟ وقرأ أبو جعفر " تأكلُ " برفع الفعل على أنه حالٌ " ، وهو نظير { فَهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً يَرِثُنِي } [ مريم : 6 ] رفعاً وجزماً .