Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 85-85)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَإِلَىٰ مَدْيَنَ } : اختُلِف في مَدْين فقيل : أعجمي فمنعُه للعجمة والعَلَميَّة ، وهو مَدْين بن خليل الرحمن ، فسُمِّيت به القبيلة . وقيل : هو عربيٌّ اسمُ بلد قاله الفراء وأنشد : @ 2244ـ رهبانُ مَدْيَنَ والذين عَهِدْتُهُمْ يبكون مِنْ حَذَرِ العذابِ قُعودا لو يَسْمعون كما سمعتُ كلامَها خَرُّوا لعَزَّةَ رُكَّعاً وسُجودا @@ فمنعُه للعَلَمِيَّة والتأنيث ، ولا بد حينئذ من حذف مضاف أي : وإلى أهل مَدْيَن ، ولذلك أعاد الضمير في قوله " أخاهم " على الأهل ، ويجوز أن يُراد بالمكان ساكنوه ، فروعي ذلك بالنسبة إلى عود الضمير عليه . وعلى تقدير كونه عربياً قالوا : فهو شاذ ، إذ كان من حقِه الإِعلالُ كمتاع ومقام ، ولكنهم شَذُّوا فيه كما شَذُّوا في مَرْيَم ومَكْوَزَة ، وليس بشاذ عند المبرد لعدم جريانه على الفعل ، وهو حقٌّ وإن كان الجمهور على خلافه . شُعَيْب : يجوز أن يكون تَصْغير شِعْب أو شَعب هكذا قالوا ، والأدب ألاَّ يُقالَ ذلك ، بل هذا موضوعٌ على هذه الزِّنَة وأمَّا أسماءُ الأنبياء فلا يَدْخل فيها تصغيرٌ البتةَ إلا ما نَطَق به القرآن على صيغةٍ تشبهه كشعيب عليه السلام وهو عربيٌّ لا أعجمي . قوله : { وَلاَ تَبْخَسُواْ } قد تقدَّم معنى هذه اللفظة في قوله : { وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً } [ البقرة : 282 ] ، وهو يتعدَّى لاثنين وهما : الناسَ وأشياءَهم أي : لا تُنْقصوهم أشياءهم .