Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 70, Ayat: 20-21)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { جَزُوعاً } : و " مَنوعاً " فيهما ثلاثةُ أوجهٍ ، أحدُها : أنهما منصوبان على الحال من الضمير في " هلُوعا " وهو العاملُ فيهما ، والتقدير : هَلُوعاً حالَ كونِه جَزُوعاً وقتَ مَسِّ الشرِّ ، ومنوعاً وقتَ مسِّ الخيرِ . والظرفان معمولان لهاتَيْنِ الحالَيْنِ . وعَبَّر أبو البقاء عن هذا الوجهِ بعبارةٍ مُوْهِمَةٍ . وهو يريدُ ما ذكَرْتُه فقال : " جَزوعاً حالٌ أخرى ، والعاملُ فيها هَلُوعا " . فقولُه : " أخرى " يُوهم أنها حالٌ ثانية وليسَتْ متداخِلَةً ، لولا قولُه : " والعاملُ فيها هَلُوعا " . الثاني : أَنْ يكونا خبَرَيْن لـ كان أو صار مضمرةً ، أي : إذا مَسَّه الشرُّ كان أو صار جزوعا ، وإذا مَسَّه الخيرُ كان أو صار منوعاً قاله مكي . وعلى هذا فإذا شرطيةٌ ، وعلى الأولِ ظرفٌ مَحْضٌ ، العاملُ فيه ما بعدَه ، كما تقدَّم . الثالث : أنهما نعتٌ لـ " هَلُوعا " قاله مكي . إلاَّ أنَّه قال : " وفيه بُعْدٌ ؛ لأنك تَنْوي به التقديمَ قبل " إذا " انتهى . وهذا الاستبعادُ ليس بشيءٍ ، فإنه غايةُ ما فيه تقديمُ الظرفِ على عاملِه ، وإنما المحذورُ تقديمُ معمولِ النعتِ على المنعوتِ .