Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 10-10)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } : فيه خمسةُ أوجهٍ ، أحدُها : أَنْ يتعلَّق بـ " عسير " . الثاني : أَنْ يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنه نعتٌ لـ عسير . الثالث : أنه في موضع نصبٍ على الحالِ من الضميرِ المستكنِّ في " عسير " . الرابع : أن يتعلَّقَ بـ " يَسير " أي : غيرُ يسيرٍ على الكافرين ، قاله أبو البقاء ، إلاَّ أنَّ فيه تقديمَ معمولِ المضافِ إليه على المضافِ ، وهو ممنوعٌ ، وقد جَوَّز ذلك بعضُهم إذا كان المضاف " غيرَ " بمعنى النفي كقولِه : @ 4383ـ إنَّ امرَأً خَصَّني عمْداً مَوَدَّتَه على التنائي لَعِنْدي غيرُ مَكْفورِ @@ وتقدَّم تحريرُ هذا آخرَ الفاتحةِ مُشْبَعاً ، فعليكَ باعتبارِه ثَمَّة . الخامس : أن يتعلَّق بما دَلَّ عليه " غيرُ يسير " أي : لا يَسْهُلُ على الكافرين . قال الزمخشري : " فإنْ قلتَ فما فائدةُ قولِه : " غيرُ يسير " و " عَسير " مُغْنٍ عنه ؟ قلت : لَمَّا قال " على الكافرين " فقَصَرَ العُسْرَ عليهم قال : " غيرُ يَسير " لِيُؤْذَنَ بأنه لا يكونُ عليهم كما يكون على المؤمنين يَسيراً هَيِّناً ليجمعَ بين وعيدِ الكافرين وزيادةِ غَيْظهم وتبشير المؤمنين وتَسْلِيتهم . ويجوز أن يُراد : عسيرٌ لا يُرْجَى أن يَرْجِعَ يسيراً ، كما يُرْجى تيسيرُ العسيرِ من أمورِ الدنيا " . وقوله : { نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ } أي صُوِّتَ يقال : نَقَرْتُ الرجلَ إذا صَوَّتَّ له بلسانِك وذلك بأَنْ تُلْصِقَ لسانَك بنُقْرَة حَنكِكَ . ونَقَرْتُ الرجلَ : إذا خَصَصْتَه بالدعوة ، كأنك نَقَرْتَ له بلسانِك مُشيراً إليه ، وتلك الدعوةُ يقال لها النَّقَرى ، وهي ضدُّ الدعوةِ الجَفَلَى . قال الشاعر : @ 4384ـ نحن في المَشْتاةِ نَدْعُو الجَفَلَى لا تَرَى الآدِبَ فينا يَنْتَقِرْ @@ / وقال امرؤ القيس : @ 4385ـ أنا ابنُ ماوِيَّةَ إذْ جَدَّ النُّقُرْ @@ يريد : " النَّقْرُ " أي : الصوتُ . وقال أيضاً : @ 4386ـ أُخَفِّضُه بالنَّقْرِ لَمَّا عَلَوْتُه ويَرْفَعُ طَرْفاً غيرَ جافٍ غَضِيضٍ @@ والنَّاقُور : فاعُوْل منه كالجاسوسِ مِنَ التَجَسُّسِ ، وهو الشيءُ المُصوَّتُ فيه : وفي التفسير : إنَّه الصُّورُ الذي يَنْفَخُ فيه المَلَكُ . والنَّقْرُ أيضاً : قَرْعُ الشيءِ الصُّلْبِ . والمِنْقارُ : الحَديدةُ التي يُنْقَرُ بها . ونَقَرْتُ عنه : بَحَثْتُ عن أخبارِه ، استعارةً من ذلك . ونَقَرْتُه : أَعبْتُه ، ومنه قولُ امرأةٍ لزَوْجِها : " مُرَّ بي على بني نَظَرٍ ، ولا تَمرَّ بي على بناتِ نَقَرٍ " أرادت ببنين نَظَرٍ الرجالُ ؛ لأنهم ينظرون إليها ، وببنات نَقَرٍ النساءَ لأنهنَّ يُعِبْنها ويَنْقُرْنَ عن أحوالِها .