Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 76, Ayat: 13-13)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { مُّتَّكِئِينَ } : حال مِنْ مفعول " جَزاهم " . وقرأ علي رضي الله عنه " وجازاهم " وجوَّز أبو البقاء أَنْ يكونَ " مُتَّكئين " صفةً لـ " جَنَّةً " . وهذا لا يجوزُ عند البَصْريين ؛ لأنَّه كان يلزَم بروزُ الضميرِ فيقال : مُتَّكئين هم فيها ، لجريانِ الصفةِ على غير مَنْ هي له . وقد مَنَعَ مكي أن يكونَ " مُتَّكئين " صفةً لـ " جنةً " لِما ذكرْتُه مِنْ عَدَمِ بُروزِ الضمير . وممَّنْ ذَهَبَ إلى كونِ " مُتَّكئين " صفةً لـ " جَنَّةً " الزمخشريُّ فإنه قال : " ويجوزُ أَنْ تكونَ " مُتَّكئين " . و " لا يَرَوْن " و " دانيةً " كلُّها صفاتٍ لـ " جنةٌ " وهو مردودٌ بما ذكرْتُه . ولا يجوزُ أَنْ يكونُ " مُتَّكئين " حالاً مِنْ فاعل " صَبَروا " ؛ لأنَّ الصَّبْرَ كان في الدنيا واتِّكاءَهم إنما هو في الآخرة ، قال معناه مكي . ولقائلٍ أَنْ يقول : إن لم يكنِ المانعُ إلاَّ هذا فاجْعَلْها حالاً مقدرةً ؛ لأن مآلهم بسبب صَبْرهم إلى هذه الحالِ . وله نظائرُ . وقوله : { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ } إمَّا على إضمارِ القولِ أي : قائلين ذلك . وقرأ أبو جعفر " فَوَقَّاهم " بتشديد القافِ على المبالغةِ . قوله : { لاَ يَرَوْنَ فِيهَا } فيه أوجهٌ ، أحدها : أنَّها حالٌ ثانيةٌ مِنْ مَفْعولِ " جزاهم " . الثاني : أنها حالٌ من الضميرِ المرفوعِ المستكنِّ في " مُتَّكئين " ، فتكونُ حالاً متداخلةً . الثالث : أَنْ تكونَ صفةً لـ جنة كمتَّكئين عند مَنْ يرى ذلك وقد تقدَّم أنه قولُ الزمخشريِّ . والزَّمْهَرير : أشدُّ البردِ . هذا هو المعروفُ . وقال ثعلب : هو القمرُ بلغة طيِّىء وأنشد : @ 4447ـ في ليلةٍ ظلامُها قد اعتكَرْ قَطَعْتُها والزَّمْهريرُ ما زَهَرْ @@ والمعنى : أنَّ الجنةَ لا تحتاجُ إلى شمسٍ ولا إلى قمرٍ ووزنُه فَعْلَلِيل .