Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 48-48)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَإِذْ زَيَّنَ } : أي : اذكر وقت تزيين و " قال " يجوز أن تكون عطفاً على " زَيَّن " ، ويجوز أن تكون الواو للحال ، و " قد " مضمرةٌ بعد الواو عند مَنْ يَشْترط ذلك . قوله : { لاَ غَالِبَ لَكُمُ } " لكم " خبر " لا " فيتعلَّق بمحذوف و " اليوم " منصوبٌ بما تعلَّق به الخبر . ولا يجوز أن يكون " لكم " أو الظرف متعلقاً بـ " غالب " لأنه يكونُ مُطوَّلاً ، ومتى كان مُطَوَّلاً أُعرب نصباً . قوله : { مِنَ ٱلنَّاسِ } بيان لجنس الغالب . وقيل : هو حال من الضمير في " لكم " لتضمُّنه معنى الاستقرار . ومنع أبو البقاء أن يكون " من الناس " حالاً من الضمير في " غالب " قال : " لأن اسم " لا " إذا عمل فيما بعده أُعْرِب " والأمر كذلك . قوله : { وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ } يجوز في هذه الجملةِ أن تكونَ معطوفةً على قوله " لا غالبَ لكم " فيكون قد عطف جملةً منفيةً على أخرى منفيةٍ . ويجوز أن تكونَ الواو للحال . وألف " جار " من واو لقولهم " تجاوروا " وقد تقدم تحقيقه . و " لكم " متعلقٌ بمحذوف لأنه صفةٌ لـ " جار " ، ويجوز أن يتعلق بـ " جار " لما فيه من معنى الفعل " . و " الريح " في قوله { ريحكم } كنايةٌ عن الدَّوْلة والغلبة قال : @ 2427ـ إذا هَبَّتْ رياحُكَ فاغتنِمْها فإنَّ لكلِّ عاصفةٍ سكونا @@ ورواه أبو عبيد " ركوداً " . وقال آخر : @ 2428ـ أتَنْظُران قليلاً رَيْثَ غَفْلَتِهِمْ أم تَعْدُوانِ فإن الريح للعادي @@ وقال : @ 2429ـ قد عَوَّدَتْهمْ ظُباهمْ أن يكونَ لهم ريحُ القتالِ وأسلابُ الذين لَقُوا @@ وقيل : الريح : الهيبة ، وهو قريبٌ من الأول كقوله : @ 2430ـ كما حَمَيْناك يوم النَّعْفِ مِنْ شَطَطٍ والفضلُ للقوم مِنْ ريحٍ ومن عَدَدِ @@ قوله : " نَكَص " جواب " لمَّا " والنُّكوص : قال النضر بن شميل : " الرجوع قهقرى هارباً " . قال بعضهم : هذا أصلُه ، إلا أنه قد اتُّسِع فيه حتى استُعْمل في كل رجوع وإن لم يكن قَهْقَرى قال الشاعر : @ 2431ـ هم يضربون حَبِيْكَ البَيْضِ إذ لَحِقُوا لا يَنْكُصُون إذا ما استُلْحِموا لَحِموا @@ وقال المؤرِّج : " النُّكوص : الرجوعُ بلغة سُلَيْم " وقال الشاعر : @ 2432ـ ليس النكوصُ على الأَعْقابِ مَكْرُمَةً إن المكارمَ إقدامٌ على الأَسَلِ @@ فهذا إنما يريد به مُطْلَق الرجوع لأنه كنايةٌ عن الفِرار ، وفيه نظر ؛ لأن غالب الفِرار في القتال إنما هو كما ذُكِر رجوعُ القَهْقَرى . و " على عَقِبيْه " حال : إمَّا مؤكدةٌ عند مَنْ يَخُصُّه بالقهقرى ، أو مؤسَّسةٌ عند مَنْ يَسْتعمله في مطلق الرجوع .