Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 111-111)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { بِأَنَّ لَهُمُ } : متعلقٌ بـ " اشترىٰ " ، ودخلت الباءُ هنا على المتروك على بابها ، وسَمَّاها أبو البقاء باء المقابلة كقولهم باء العوض . وقرأ عمر بن الخطاب " بالجنة " . قوله : " يُقاتِلُون " يجوز أن يكونَ مستأنفاً ، ويجوز أن يكونَ حالاً . وقال الزمخشري : " يقاتلون " فيه معنى الأمر ، كقوله تعالى : { وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ } [ الصف : 11 ] . قلت : وعلى هذا فيتعيَّنُ الاستئناف ، لأن الطلب لا يقع حالاً . وقد تقدَّم الخلاف في " فيَقتلون ويُقتلون " في آل عمران . قوله : { وَعْداً } منصوبٌ على المصدر المؤكد لمضمون الجملة لأنَّ معنى " اشترى " معنى وعدهم بذلك فهو نظير " هذا ابني حقاً " . ويجوز أن يكونَ مصدراً في موضع الحال ، وفيه ضعف . و " حقاً " نعت له ، و " عليه " حالٌ مِنْ " حقاً " لأنه في الأصل صفةٌ لو تأخَّرَ . قوله : { فِي ٱلتَّوْرَاةِ } فيه وجهان ، أحدهما : أنه متعلق بـ " اشترىٰ " وعلى هذا فتكونُ كل أمة قد أُمِرت بالجهاد ووُعِدت عليه الجنة . والثاني : أنه متعلقٌ بمحذوف لأنه صفةٌ للوعد ، أي : وعداً مذكوراً وكائناً في التوراة ، وعلى هذا فيكون الوعد بالجنة لهذه الأمة مذكوراً في كتب الله المُنَزَّلَة . وقال الزمخشري في أثناءِ كلامه : " لا يجوز عليه قبيحٌ قط " ، قال الشيخ : " استعمل " قط " في غير موضوعه ؛ لأنه أتىٰ به مع قوله : " لا يجوز عليه " و " قط " ظرفٌ ماضٍ ؛ فلا يعمل فيه إلا الماضي " ، قلت : ليس المراد هنا زمناً بعينه . وقوله : { فَٱسْتَبْشِرُواْ } فيه التفاتٌ من الغَيْبَة إلى الخطاب لأنَّ في خطابهم بذلك تشريفاً لهم ، واستفعل هنا ليس للطلب ، بل بمعنى أفعل كاستوقد وأوقد . وقوله : { ٱلَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ } توكيدٌ كقوله : { ٱلَّذِي بَنَوْاْ } [ التوبة : 110 ] لينصَّ لهم على هذا البيعِ بعينه .