Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 118-118)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَعَلَى ٱلثَّلاَثَةِ } : يجوز أن يُنْسِق على " النبيّ " ، أي : تاب على النبي وعلى الثلاثة ، وأن يُنسقَ على الضمير في " عليهم " ، أي : ثم تاب عليهم وعلى الثلاثة ، ولذلك كُرِّر حرفُ الجر . وقرأ جمهور الناس : " خُلِّفوا " ، مبنياً للمفعول مشدداً مِنْ خلَّفه يُخَلِّفه . وقرأ أبو مالك كذلك إلا أنه خفف اللام . وقرأ عكرمة وزر بن حبيش وعمر بن عبيد وعكرمة بن هارون المخزومي ومعاذ القارىء : " خَلَفوا " ، مبنياً للفاعل مخففاً مِنْ خَلَفَه ، والمعنى : الذين خلفوا ، أي : فَسَدوا ، مِنْ خُلوف فم الصائم . ويجوز أن يكون المعنى : أنهم خلفوا الغازين في المدينة . وقرأ أبو العالية وأبو الجوزاء كذلك إلا أنهم شدَّدا اللام . وقرأ أبو رزين وعلي ابن الحسين وابناه زيد ومحمد الباقر وابنه جعفر الصادق : " خالفوا " ، بألف ، أي : لم يوافقوا الغازين في الخروج . قال الباقر : " ولو خُلِّفوا لم يكن لهم " . والظن هنا بمعنى العلم كقوله : @ 2553 فقلتُ لهم ظُنُّوا بأَلْفَي مُدَجَّجٍ سَرَاتُهمُ كالفارِسي المُسَرَّدِ @@ وقيل : هو على بابه . قوله : { أَن لاَّ مَلْجَأَ } أنْ هي المخففة سادَّة مسدَّ المفعولين ، و " لا " وما في حيِّزها الخبرُ ، و " من الله " خبرها . ولا يجوز أن تكونَ تتعلقُ بـ " مَلْجَأ " ، ويكون " إلا إليه " الخبر لأنه كان يلزم إعرابه ، لأنه يكون مطولاً . وقد قال بعضهم : إنه يجوزُ تشبيهُ الاسمِ المُطَوَّل بالمضاف فيُنْتَزَعُ ما فيه مِنْ تنوينٍ ونون كقوله : @ 2554 أراني ولا كفرانَ لله أيَّةً … @@ وقوله : " لا صَمْتَ يومٌ إلى الليل " برفع " يوم " وقد تقدَّم القولَ في ذلك . وقوله : " إلا إليه " استثناءٌ من ذلك العامِّ المحذوفِ ، أي : لا مَلْجَأَ إلى أحدٍ إلا إليه كقوله : لا إله إلا الله .