Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 34-34)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَيَصُدُّونَ } : يحتمل أن يكون متعدياً أي : يصدون / الناس ، وأن يكون قاصراً ، كذا قال الشيخ . وفيه نظر لأنه متعدٍّ فقط ، وإنما يُحْذف مفعولُه ، ويراد أو لا يراد كقوله : { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ } [ البقرة : 60 ] . قوله : { وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ } الجمهورُ على قراءته بالواو . وفيه تأويلان ، أحدُهما : أنها استئنافيةٌ ، و " الذين " مبتدأ ضُمِّن معنى الشرط ؛ ولذلك دَخَلَتْ الفاءُ في خبره . والثاني : أنه من أوصافِ الكثيرِ من الأحبار والرهبان ، وهو قول عثمان ومعاوية ، ويجوز أن يكونَ " الذين " منصوباً بفعلٍ مقدرٍ يفسِّره " فَبَشِّرْهم " وهو أرجحُ [ لمكان الأمر ] وقرأ طلحة بن مصرف " الذين " بغير واو ، وهي تحتمل الوجهين المتقدمين ، ولكنَّ كونَها من أوصافِ الكثير من الأحبار والرهبان أظهرُ مِنَ الاستئناف عكسَ التي بالواو . والكَنْزُ : الجمع والضم ، ومنه ناقة كِناز أي : منضمَّة الخَلْق ، ولا يختص بالذهب والفضة ، بل يقال في غيرهما وإن غلب عليهما قال : @ 2480 لا دَرَّ دَرِّي إنْ أَطْعَمْتُ جائِعَهُمْ قِرْفَ الحَتِيِّ وعندي البُرُّ مَكْنوزُ @@ وقال آخر : @ 2481 - على شديدٍ لحُمُه كِنازِ باتَ يُنَزِّيني على أَوْفازِ @@ قوله : { وَلاَ يُنفِقُونَهَا } تقدَّم شيئان وعاد الضمير [ على ] مفرد فقيل : إنه من بابِ ما حُذِفَ لدلالة الكلام عليه ، والتقدير : والذين يَكْنزون الذهب ولا يُنْفقونه . وقيل : يعود على المكنوزات ودل على هذا جُزْؤه المذكورٌ ؛ لأنَّ المكنوزَ أعمُّ من النقدَيْن وغيرِهم ، فلمَّا ذَكَر الجزءَ دلَّ على الكل ، فعاد الضميرُ جمعاً بهذا الاعتبار ، ونظيره قول الآخر : @ 2482 ولو حَلَفَتْ بين الصَّفا أمُّ عامرٍ ومَرْوَتِها بالله بَرَّتْ يمينها @@ أي : ومروة مكة ، عاد الضميرُ عليها لمَّا ذُكِر جزؤُها وهو الصفا . كذا استدل به ابن مالك ، وفيه احتمال ، وهو أن يكون الضمير عائداً على الصَّفا ، وأُنِّثَ حَمْلاً على المعنى ، إذ هو في معنى البقعة والحَدَبة . وقيل : الضميرُ يعودُ على الذهب لأن تأنيثه أشهر ، ويكون قد حُذِفَ بعد الفضة أيضاً . وقيل : يعودُ على النفقة المدلول عليها بالفعل كقوله : { ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ } [ المائدة : 8 ] . وقيل : يعودُ على الزَّكاة أي : ولا ينفقون زكاةَ الأموال . وقيل : يعودُ على الكنوز التي يدل عليها الفعل .