Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 91-91)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقرأ أبو حيوة : " نصحوا اللَّهَ " بدون لام ، وقد تقدم أن " نَصَح " يتعدَّى بنفسِه وباللام . وقوله : { مِن سَبِيلٍ } فاعل بالجارِّ لاعتماده على النفي ، ويجوز أن يكونَ مبتدأً والجارُّ قبلَه خبرُه ، وعلى كلا القولين فـ " مِنْ " مزيدةٌ فيه ، أي : ما على المحسنين سبيل . قال بعضُهم : وفي هذه الآيةِ نوعٌ من البديع يسمى التمليح وهو : أن يُشارَ إلى قصةٍ مشهورة أو مثلٍ سائرٍ أو شعر نادر في فحوى كلامك من غير ذِكْره ، ومنه قوله : @ 2529 اليومَ خمرٌ ويبدو بعده خَبَرٌ والدهرُ مِنْ بين إنعامٍ وإبْآسِ @@ يشير لقول امرىء القيس لَمَّا بلغه قَتْلُ أبيه : " اليومَ خمرٌ وغداً أمره " ، وقول الآخر : @ 2530 فواللَّهِ ما أدري أأحلامُ نائمٍ أَلَمَّت بنا أم كان في الركب يوشَعُ @@ يُشير إلى قصة يوشع عليه السلام واستيقافه الشمس . وقول الآخر : @ 2531 لعَمْروٌ مع الرَّمْضاءِ والنارُ تَلْتَظِي أرقُّ وأَحْفَىٰ منكَ في ساعة الكَرْبِ @@ أشار إلى البيت المشهور : @ 2532 المستجيرُ بعمروٍ عند كُرْبته كالمستجير مِنَ الرَّمْضاءِ بالنار @@ وكأن هذا الكلامَ وهو " ما على المحسنين من سبيل " اشتهُر ما هو بمعناه بين الناس ، فأشار إليه مِنْ غير ذكر لفظه . ولمَّا ذكر الشيخ التمليح لم يُقَيِّده بقوله " من غير ذكره " ولا بد منه ، لأنه إذا ذكره بلفظه كان اقتباساً وتضميناً .