Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 92, Ayat: 15-15)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِلاَّ ٱلأَشْقَىٰ } : قيل : الأَشْقَىٰ والأَتْقى بمعنى الشقيّ والتقيّ ولا تفضيلَ فيهما ؛ لأنَّ النارَ ليسَتْ مختصةً بالأكثرِ شقاءً ، وتجنُّبها ليس مختصاً بالأكثرِ تَقْوى . وقيل : بل هما على بابِهما ، وإليه ذهب الزمخشريُّ قال : " فإنْ قلتَ : كيف قال : " لا يَصْلاها إلاَّ الأشقىٰ " { وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى } وقد عُلِمَ أنَّ كلَّ شقيّ يَصْلاها ، وكلَّ تقيّ يُجَنَّبُها ، لا يَخْتَصُّ بالصَّلْي أشقىٰ الأشقياءِ ، ولا بالنجاةِ أتقىٰ الأتقياءِ ، وإنْ زَعَمْتَ أنه نكَّر النار فأراد ناراً بعينِها مخصوصةً بالأشقىٰ ، فما تصنع بقولِه { وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى } ؟ فقد عُلِمَ أنَّ أَفْسَقَ المسلمين يُجَنَّبُ تلك النارَ المخصوصةَ لا الأتقى منهم خاصة . قلت : الآية واردةٌ في لموازنةِ بين حالتَيْ عظيمٍ من المشركين وعظيمٍ من المؤمنين ، فأُريد أَنْ يُبالَغَ في صفتَيْهما المتناقضتَيْن فقيل : الأشقَى ، وجُعِل مختصَّاً بالصَّلْي ، كأن النارَ لم تُخْلَقْ إلاَّ له . وقيل : الأتقىٰ . وجُعل مختصَّاً بالنجاةِ ، كأنَّ الجنةَ لم تُخْلَقْ إلاَّ له . وقيل : هما أبو جهل أو أمية بن خلف وأبو بكر الصديق رضي الله عنه " انتهى . فآل جوابُه إلى أنَّ المرادَ بهما شخصان معيَّنان .