Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 92, Ayat: 20-20)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ } : في نصبِه وجهان ، أحدهما : أنه مفعولٌ له . قال الزمخشري : " ويجوزُ أَنْ يكونَ مفعولاً له على المعنىٰ ؛ لأنَّ المعنىٰ : لا يُؤْتي مالَه إلاَّ ابتغاءَ وَجْهِ ربه لا لمكافأةِ نعمةٍ " وهذا أَخَذَه مِنْ قولِ الفَرَّاء فإنه قال : " ونُصِبَ على تأويل : ما أعْطَيْتُك ابتغاءَ جزائِك ، بل ابتغاءَ وجهِ اللَّهِ تعالى . والثاني : أنَّه منصوبٌ على الاستثناء المنقطع ، إذ لم يندَرِجْ تحت جنسِ " مِنْ نعمة " وهذه قراءة العامَّةِ ، أعني النصبَ والمدَّ . وقرأ يحيىٰ برفعِه ممدوداً على البدل مِنْ محلِّ " مِنْ نعمة " لأنَّ محلَّها الرفعُ : إمَّا على الفاعليَّةِ ، وإمَّا على الابتداءِ ، و " مِنْ " مزيدةٌ في الوجهَيْن ، والبدلُ لغة تميمٍ ، لأنهم يُجْرُون المنقطعَ في غيرِ الإِيجاب مُجْرىٰ المتصل . وأنشد الزمخشريُّ بالوجهَيْن : النصبِ والبدلِ قولَ بشرِ بنِ أبي خازم : @ 4587 - أَضْحَتْ خَلاءً قِفاراً أَنيسَ بها إلاَّ الجآذِرُ والظِّلْمانَُِ تَخْتَلِفُ @@ وقولَ القائلِ في الرفع : @ 4588 - وبَلْدَةٍ ليس بها أنيسُ إلاَّ اليَعافيرُ وإلاَّ العِيْسُ @@ وقال مكي : " وأجاز الفراء الرفعَ في " ابتغاء " على البدل مِنْ موضع " نِعْمَةٍ " وهو بعيدٌ " قلت : كأنَّه لم يَطِّلِعْ عليها ، قراءةً ، واستبعادُه هو البعيدُ ، فإنَّها لغةٌ فاشيةٌ . وقرأ ابنُ ابي عبلة " ابْتِغا " بالقصر .