Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 94, Ayat: 1-1)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَلَمْ نَشْرَحْ } : الاستفهامُ إذا دخل على النفي قَرَّره ، فصار المعنى : قد شَرَحْنا ، ولذلك عَطَفَ عليه الماضي . ومثلُه { أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ } [ الشعراء : 18 ] . والعامَّةُ على جزمِ الحاء بـ " لم " وقرأ أبو جعفر بفتحها . وقال الزمخشري : " وقالوا : لعلَّة بَيَّنَ الحاءَ وأشبعها في مَخْرَجِها ، فظنَّ السامعُ أنه فتحها " وقال ابن عطية : " إنَّ الأصلَ : ألم نَشْرَحَنْ " بالنونِ الخفيفةِ ، ثم أَبْدَلَها ألفاً ، ثم حَذَفَها تخفيفاً ، كما أنشد ابو زيد : @ 4597ـ مِنْ أيِّ يَوْمَيَّ من الموتِ أفِرّْ أيومَ لم يُقْدَرَ أم يومَ قُدِرْ @@ بفتح راء " لم يُقْدَرَ " وكقولِه : @ 4598ـ اضْرِبَ عنكَ الهمومَ طارِقَها ضَرْبَكَ بالسيفِ قَوْنَسَ الفَرَسِ @@ بفتح باء " اضربَ " انتهى . وهذا مبنيٌ على جوازِ توكيدِ المجزومِ بـ لم ، وهو قليلٌ جداً ، كقولِه : @ 4599ـ يَحْسَبُه الجاهلُ ما لم يَعْلما شيخاً على كُرْسِيِّه مُعَمَّما @@ فتتركبُ هذه القراءةُ مِنْ ثلاثةِ أصولٍ كلُّها ضعيفةٌ ؛ لأنَّ توكيدَ المجزومِ بـ " لم " ضعيفٌ ، وإبدالُها أَلِفاً إنما هو الوقفِ ، وإجراءُ الوصلِ مُجْرىٰ / الوقفِ خِلافُ الأصلِ ، وحَذْفُ الألفِ ضعيفٌ ، لأنه خلافُ الأصلِ . وخَرَّجه الشيخُ على لغةٍ حكاها اللحيانيُّ في " نوادره " عن بعضِ العربِ وهو الجزمُ بـ " لن " ، والنصبُ بـ " لم " عكسَ المعروفِ عند الناس ، وجعله أَحْسَنَ ممَّا تقدَّم . وأنشد قولَ عائشةَ بنتِ الأعجم تمدح المختار وهو القائمُ بطَلَبِ ثأر الحسين بن علي رضي الله عنهما : @ 4600ـ قد كادَ سَمْكُ الهُدىٰ يُنْهَدُّ قائمُهُ حتى أتيحَ له المختارُ فانْعَمدا في كلِّ ما هَمَّ أمضىٰ رأيَه قُدُماً ولم يُشاوِرَ في إقدامِه أحدا @@ بنَصْبِ راء " يُشاور " وجَعَله محتمِلاً للتخريجَيْنِ .