Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 96, Ayat: 1-1)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ٱقْرَأْ } : العامَّةُ على سكونِ الهمزةِ أمراً مِنْ القراءةِ . وقرأ عاصم في روايةِ الأعشى براءٍ مفتوحةٍ ، وكأنه قَلَبَ الهمزةَ ألفاً كقولِهم : قرا يَقْرا نحو : سعَى يَسْعى ، فلمَّا أَمَرَ منه حَذَفَ الألفَ على حَدِّ حَذْفِها مِنْ اسْعَ ، وهذا كقولِ زهير : @ 4603ـ … وإلاَّ يُبْدَ بالظُّلْمِ يُظْلَمِ @@ وقد تقدَّمَ تحريرُه . قوله : { بِٱسْمِ رَبِّكَ } : يجوزُ فيه أوجهٌ ، أحدُها : أَنْ تكونَ الباءُ للحال ، أي : اقرأ مُفْتِتحاً باسمِ ربِّك ، قل باسم الله ، ثم اقرَأْ ، قاله الزمخشري . الثاني : انَّ الباءَ مزيدةٌ والتقدير : اقرأ اسمَ ربِّك ، كقولِه : @ 4604ـ … سُوْدُ المَحاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ @@ وقيل : الاسمُ صلةٌ ، أي : اذكُرْ ربَّك ، قالهما ابو عبيدة . الثالث : أنَّ الباءَ للاستعانةِ والمفعولُ محذوفٌ تقديرُه : اقرَأْ ما يُوْحَىٰ إليك مُسْتعيناً باسمِ ربِّك . الرابع : أنها بمعنىٰ " على " ، أي : اقرأْ على اسمِ ربِّك كما في قولِه : { وَقَالَ ٱرْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ ٱللَّهِ } [ هود : 41 ] قاله الأخفش ، وقد تَقَدَّم أولَ هذا الموضوع : كيف قَدَّمَ هذا الفعلَ على الجارِّ وقُدِّرَ متأخراً في بسم الله الرحمن الرحيم وتخريجُ الناسِ له ، فأغنىٰ عن إعادَتِه . قوله : { ٱلَّذِي خَلَقَ خَلَقَ ٱلإِنسَانَ } يجوزُ أَنْ يكونَ " خَلَقَ " الثاني تفسيراً لـ " خَلَقَ " الأول يعني انه أَبْهمه أولاً ، ثم فَسَّره ثانياً بخَلْقِ الإِنسانِ تفخيماً لخَلْقِ الإِنسانِ . ويجوزُ أَنْ يكونَ حَذَفَ المفعولَ مِنْ الأولِ ، تقديرُه : خَلَقَ كلَّ شيءٍ لأنَّه مُطْلَقٌ فيتناوَلُ كلَّ مخلوق .