Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 98, Ayat: 5-5)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } : العامَّةُ على كَسْرِ اللامِ اسمَ فاعلٍ ، وانتصب به " الدّينَ " والحسن بفتحِها على معنى : أنهم يُخْلِصون هم أنفسهم في نياتهم ، وانتصب " الدينَ " على أحدِ وجهَيْن : إمَّا إسقاطِ الخافضِ ، أي : في الدين ، وإمَّا على المصدر من معنى : ليَعْبُدوا ، كأنه قيل : ليَدينوا الدينَ ، أو ليعبدوا العبادةَ ، فالتجوُّز : إمَّا من الفعلِ ، وإمَّا في المصدر ، وانتصابُ " مُخْلِصِين " على الحال مِنْ فاعل " يعبدون " . قوله : { حُنَفَآءَ } حالٌ ثانيةٌ أو حال من الحالِ قبلَها ، أي : من الضمير المستكنِّ فيها . وقوله : { وَمَآ أُمِرُوۤاْ } ، أي : وما أُمِروا بما أُمِروا به إلاَّ لكذا وقرأ عبد الله " وما أُمِروا إلاَّ أَنْ يَعْبُدوا " أي : بأَنْ يَعْبدوا . وتحريرُ مثلِها في قوله { وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [ الآية : 71 ] في الأنعام . وقوله : { وَذَلِكَ دِينُ ٱلقَيِّمَةِ } أي : الأمَّةُ أو المِلَّةُ القيمةُ ، أي : المستقيمة . وقيل : الكتبُ القَيِّمة ؛ لأنها قد تقدَّمَتْ في الذِّكْرِ ، قال تعالىٰ : { فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ } [ البينة : 3 ] ، فلَّما أعادها أعادَها مع أل العهديةِ كقوله : { فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ ٱلرَّسُولَ } [ المزمل : 16 ] وهو حسنٌ ، قاله محمد بن الأشعت الطالقاني وقرأ عبد الله : " وذلك الدِّين القيمةِ " ، والتأنيثُ حينئذٍ : إمَّا على تأويلِ الدٍّين بالمِلة كقوله : @ 4613ـ … سائِلْ بني أسدٍ ما هذه الصَوْتُ @@ بتأويل الصيحة ، وإمَّا على أنها تاءُ المبالغةِ كعَلاَّمة .