Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 11-11)

Tafsir: Tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ جَاءو بِٱلإفْكِ } أسوأ الكذب على عائشة رضي الله عنها ، أمّ المؤمنين بقذفها { عُصْبَةٌ مّنْكُمْ } جماعة من المؤمنين قالت : حسان بن ثابت ، وعبد الله بن أبيّ ، ومسطح ، وحمنة بنت جحش { لاَ تَحْسَبُوهُ } أيها المؤمنون غير العصبة { شَرّاً لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } يأجركم الله به ، ويظهر براءة عائشة ومن جاء معها منه وهو صفوان فإنها قالت : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بعدما أنزل الحجاب ، ففرغ منها ورجع ودنا من المدينة ، وآذن بالرحيل ليلة فمشيت وقفيت شأني وأقبلت إلى الرحل فإذا عقدي انقطع - وهو بكسر المهملة : القلادة - فرجعت ألتمسه وحملوا هودجي - هو ما يركب فيه - على بعيري يحسبونني فيه وكانت النساء خفافا إنما يأكلن العُلْقة - هو بضم المهملة وسكون اللام : من الطعام : أي القليل - ووجدت عقدي وجئت بعدما ساروا فجلست في المنزل الذي كنت فيه ، وظننت أن القوم سيفقدونني فيرجعون إليّ فغلبتني عيناي فنمت وكان صفوان قد عَرَّس من وراء الجيش فادَّلَجَ - هما بتشديد الراء والدال أي نزل من آخر الليل للاستراحة - فسار منه فأصبح في منزله فرأى سواد إنسان نائم - أي شخصه - فعرفني حين رآني ، وكان يراني قبل الحجاب ، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني - أي قوله : { إنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } [ 156 : 2 ] - فخمرت وجهي بجلبابي - أي غطيته بالملاءة - والله ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حين أناخ راحلته ووطىء على يدها ، فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا مُوغرين في نَحْرِ الظهيرة - أي من أوغر واقفين في مكان وَغْر ، من شدّة الحر - فهلك من هلك فيَّ ، وكان الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبيّ ابن سلول اهـ قولها رواه الشيخان قال تعالى : { لِكُلّ ٱمْرِىء مّنْهُمْ } أي عليه { مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلإثْمِ } في ذلك { وَٱلَّذِى تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ } أي تحمّل معظمه فبدأ بالخوض فيه وأشاعه وهو عبد الله بن أبيّ { لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } هو النار في الآخرة .