Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 1-25)

Tafsir: Ṣawfat at-tafāsīr: tafsīr li-l-Qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اللغَة : { صَفْحاً } إعراضاً يقال : ضربت عنه صفحاً إِذا أعرضت عنه وتركته { بَطْشاً } قوة وانتقاماً ، وبطش به أخذه بشدة وعنف { مَهْداً } فراشاً وبساطاً { أَنشَرْنَا } أحيينا ، والنشور ، الإِحياء بعد الموت { تَسْتَوُواْ } تستقروا وتركبوا { مُقْرِنِينَ } مطيقين { كَظِيمٌ } مملوء غماً وغيظاً { يَخْرُصُونَ } يكذبون { أُمَّةٍ } دين وطريقة { مُتْرَفُوهَآ } المترف : المتنعم المنغمس في الشهوات . التفسِير : { حـمۤ } الحروف المقطعة للتنبيه على إِعجاز القرآن { وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } قسمٌ أقسم الله به أي أُقْسمُ بالقرآن البيّن الواضح الجلي ، المظهر طريق الهدى من طريق الضلال ، المبيِّن للبشرية ما تحتاج إليه من الأحكام والدلائل الشرعية { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً } هذا هو المقسم عليه أي أنزلناه بلغة العرب ، مشتملاً على كمال الفصاحة والبلاغة ، بأسلول محكم ، وبيانٍ معجز { لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } أي لكي تفهموا أحكامه ، وتتدبروا معانيه ، وتعقلوا أن أسلوبه الحكيم خارج عن طوق البشر قال البيضاوي : أقسم تعالى بالقرآن على أنه جعله قرآناً عربياً ، وهو من البدائع البلاغية لتناسب القسم والمُقْسم عليه ، تنبيهاً على أنه لا شيء أعلا منه فيقسم به ، وهذا يدل على شرف القرآن وعزته بأبلغ وجهٍ وأدقه { وَإِنَّهُ فِيۤ أُمِّ ٱلْكِتَابِ لَدَيْنَا } أي وإِنه في اللوح المحفوظ عندنا { لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } أي رفيع الشأن عظيم القدر ، ذو حكمةٍ بالغةٍ ومكانةٍ فائقة قال ابن كثير : بيَّن شرف القرآن في الملأ الأعلى ، ليشرّفه ويعظّمه أهل الأرض أي وإِن القرآن في اللوح المحفوظ عندنا ذو مكانةٍ عظيمة ، وشرف وفضل { أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكْرَ صَفْحاً } الاستفهام إِنكاري أي أنترك تذكيركم إعراضاً عنكم ، ونعتبركم كالبهائم فلا نعظكم بالقرآن ؟ { أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ } أي لأجل أنكم مسرفون في التكذيب والعصيان ؟ لا ، بل نذكّركم ونعظكم به إلى أن ترجعوا إلى طريق الحق قال قتادة : لو أن هذا القرآن رُفع حين ردَّه الأوائل لهلكوا ، ولكنَّ الله برحمته كرَّره عليهم ، ودعاهم إليه عشرين سنة قال ابن كثير : وقول قتادة لطيف المعنى جداً وحاصله أنه تعالى من لطفه ورحمته بخلقه لا يترك دعاءهم إلى الخير ، وإلى الذكر الحكيم ، وإِن كانوا مسرفين معرضين عنه ، بل يأمر به ليهتدي به من قدَّر هدايته ، وتقوم الحجة على من كتب شقاوته { وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي ٱلأَوَّلِينَ } ؟ تسلية للنبي عليه السلام أي ما أكثر ما أرسلنا من الأنبياء في الأمم الأولين ؟ { وَمَا يَأْتِيهِم مِّنْ نَّبِيٍّ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } أي ولم يكن يأتيهم نبي إلا سخروا منه واستهزءوا به قال الصاوي : وهذا اتسلية له صلى الله عليه وسلم والمعنى تسلَّ يا محمد ولا تحزن فإِنه وقع للرسل قبلك ما وقع لك { فَأَهْلَكْنَآ أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً } أي فأهلكنا قوماً كانوا أشد قوة من كفار مكة وأعتى منهم وأطغى { وَمَضَىٰ مَثَلُ ٱلأَوَّلِينَ } أي وسبق في القرآن أحاديثُ إِهلاكهم ، ليكونوا عظة وعبرة لمن بعدهم من المكذبين قال الإِمام الفخر : إن كفار مكة سلكوا في الكفر والتكذيب مسلك من كان قبلهم ، فليحذروا أن ينزل بهم مثل ما نزل بأولئك فقد ضربنا لهم مثَلَهم { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ } أي ولئن سألتَ يا محمد هؤلاء المشركين من خلق السماواتِ والأرض بهذا الشكل البديع { لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلْعَزِيزُ ٱلْعَلِيمُ } أي ليقولُنَّ خلقهنَّ اللهُ وحده ، العزيزُ في ملكه ، العليمُ بخلقه قال القرطبي : أقروا له بالخلق والإِيجاد ، ثم عبدوا معه غيره جهلاً منهم وسفهاً . . ثم بيَّن تعالى لهم صفاته الجليلة ، الدالة على كمال القدرة والحكمة فقال { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ مَهْداً } أي بسط الأرض وجعلها كالفراش لكم ، تستقرون عليها وتقومون وتنامون { وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً } أي وجعل لكم فيها طُرُقاً تسلكونها في أسفاركم { لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } أي لكي تهتدوا إلى قدرة الخالق الحكيم ، مودع هذا النظام العجيب { وَٱلَّذِي نَزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ } أي نزَّل بقدرته الماء من السماء بمقدارٍ ووزنٍ معلوم ، بحسب الحاجة والكفاية قال البيضاوي : أي بمقدار ينفع ولا يضر { فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً } أي فأحيينا به أرضاً ميتةً مقفرةً من النبات { كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } أي كذلك نخرجكم من قبوركم كما نُخرج النبات من الأرض الميتة { وَٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا } أي خلق جميع الأصناف من الحيوان والنبات وغير ذلك قال ابن عباس : " الأزواج " الأصناف والأنواع كلها كالحلو والحامض ، والأبيض والأسود ، والذكر والأنثى { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلْفُلْكِ وَٱلأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ } أي وسخَّر لكم من السفن في البحر ، والإِبل في البر ما تركبونه في أسفاركم قال ابن كثير أي ذلَّلها وسخَّرها ويسَّرها لكم ، لتأكلوا لحومها وتركبوا ظهورها { لِتَسْتَوُواْ عَلَىٰ ظُهُورِهِ } أي لتستقروا على ظهور هذا المركوب ، سفينةً كانت أو جملاً { ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا ٱسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ } أي وتتذكروا نعمة ربكم الجليلة عليكم حين تستقرون فوقها فتشكروه بقلوبكم { وَتَقُولُواْ سُبْحَانَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا } أي وتقولوا بألسنتكم عند ركوبكم : سبحان الله الذي ذلَّل ويسَّر لنا ركوب هذا المركوب { وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } أي وما كنا قادرين ولا مطيقين لركوبه لولا تسخيره تعالى لنا { وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ } أي وإِنا إلى ربنا لراجعون ، وصائرون إليه بعد الموت قال في حاشية البيضاوي : وليس المراد من ذكر النعمة تصورها وإِخطارها في البال ، بل المراد تذكر أنها نعمة حاصلةٌ بتدبير القادر العليم الحكيم ، مستدعية لطاعته وشكره ، فإِن من تفكر في أنَّ ما يركبه الإِنسان من الفُلْك والأنعام ، أكثر قوةً وأكبر جثة من راكبه ، ومع ذلك كان مسخراً لراكبه يتمكن من تصريفه إلى أيّ جانب شاء ، وتفكر أيضاً في خلق البحر والريح وفي كونهما مسخرين للإِنسان مع ما فيهما من المهابة والأهوال ، استغرق في معرفة عظمة الله تعالى وكبريائه ، وكمال قدرته وحكمته ، فيحمله ذلك الاستغراق على أن يقول متعجباً من عظمة الله { سُبْحَانَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } . . ولما ذكر تعالى اعتراف المشركين بأن خالق السماوات والأرض هو رب العالمين ، ذكر بعده ما يدل على سفههم وجهلهم في عبادة غير الله فقال { وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا } أي جعل المشركون لله ولداً حيث قالوا : الملائكةُ بنات الله { إِنَّ ٱلإنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ } أي إن القائل لهذا لمبالغٌ في الكفر ، عظيم الجحود والطغيان قال البيضاوي : أي ظاهر الكفران لأن نسبة الولد إليه تعالى من فرط الجهل به والتحقير لشأنه { أَمِ ٱتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِٱلْبَنِينَ } إِنكارٌ وتعجبٌ من حالهم أي هل اتخذ تعالى لنفسه البنات ، وخصَّكم واختار لكم البنين ؟ قال ابن كثير : وهذا إنكار عليهم غاية الإِنكار ، ثم ذكر تعالى تمام الإِنكار فقال { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَـٰنِ مَثَلاً } أي وإِذا بُشِّر أحد المشركين بالأنثى التي جعلها مثلاً لله بنسبة البنات له { ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ } أي صار وجهه كأنه أسود من الكآبة والحزن ، وهو ممتلىءٌ غيظاً وغماً من سوء ما بُشّر به قال الإِمام الفخر : والمقصودُ من الآية التنبيهُ على قلة عقولهم وسخافة تفكيرهم ، فإِن الذي بلغ حاله في النقص إلى هذا الحدِّ كيف يجوز للعاقل إثباتُه لله تعالى ؟ وقد روي عن بعض العرب أن امرأته وضعت أنثى فهجر البيت الذي فيه المرأة { أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي ٱلْحِلْيَةِ } أي أيجعلون للهِ من يُربَّى في الزينة وينشأ ويكبر عليها وهنَّ الإِناث ؟ { وَهُوَ فِي ٱلْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } أي ومن هو في الجدال غيرُ مظهرٍ لحجته لضعف رأيه ؟ أوَمَنْ يكونُ هكذا يُنْسب إلى جناب الله العظيم ؟ قال في التسهيل : والمقصد الرد على الذين قالوا الملائكةُ بنات الله ، كأنه قال : أجعلتم للهِ من ينشأ في الحلية ؟ يعني يكبر وينبت في استعمالها ، وذلك صفةُ النقص ، ثم أتبعها بصفة نقصٍ أُخرى فقال { وَهُوَ فِي ٱلْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ } يعني أن الأنثى إذا خاصمت أو تكلمت لم تقدر أن تبيّن حجتها لنقص عقلها ، وقلّما تجد امرأة إلا تفسد الكلام ، وتخلط المعاني ، فكيف يُنسب لله من يتصف بهذه النقائص ؟ وقال ابن كثير : المرأة ناقصة في الصورة والمعنى ، فيكمل نقص ظاهرها وصورتها بلبس الحلي ليجبر ما فيها من نقص ، كما قال بعض الشعراء : @ وما الحليُ إلا زينةٌ من نقيصةٍ يتمِّم من حُسْنٍ إِذا الحُسْنُ قصَّرا @@ وأما نقصُ معناها فإِنها ضعيفةٌ عاجزةٌ عن الانتصار ، كما قال بعض العرب وقد بُشِّر ببنت " ما هي بنعم الولد ، نصرُها بكاءٌ ، وبرُّها سرقة " { وَجَعَلُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَاثاً } كفرٌ آخرٍ تضمنه قولهم الشنيع أي واعتقد كفار العرب بأن الملائكة الذين هم أكمل العباد وأكرمهم على الله إناثٌ وحكموا عليهم بذلك { أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ } أي أحضروا وقت خلق الله لهم حتى عرفوا أنهم إناث ؟ وهذا تجهيلٌ وتهكمٌ بهم { سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ } أي سنأمر الملائكة بكتابة شهادتهم الكاذبة في ديوان أعمالهم ويُسألون عنها يوم القيامة ، وهو وعيدٌ شديدٌ مع التهديد قال المفسرون : حكى تعالى عن كفار العرب ثلاثة أقوال شنيعة : الأول : أنهم نسبوا إلى الله الولد ، الثاني : أنهم نسبوا إليه البناتِ دون البنين ، الثالث : أنهم حكموا على الملائكة المكرمين بالأنوثة بلا دليل ولا برهان ، فكذَّبهم القرآن الكريم في تلك الأقوال ، ثم زادوا ضلالاً وبهتاناً فزعموا أنَّ ذلك برضى الله { وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ } أي قالوا على سبيل السخرية والاستهزاء : لو شاء اللهُ ما عبدنا هؤلاء الملائكة ولا الأصنام ، ولمَّا كانت عبادتنا واقعة بمشيئته فهو راضٍ بها قال القرطبي : وهذا منهم كلمةُ حقٍّ أُريد بها باطل ، فكل شيءٍ بإِرادة الله ، والمشيئةُ غير الرضى ، ولا يصح الاحتجاج بالمشيئة ، فإِنهم لو عبدوا الله بدل الأصنام لعلمنا أنَّ الله أراد منهم ذلك ، وقد كذبهم الله بقوله { مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ } أي ما لهم بذلك القول حجة ولا برهان { إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } أي ما هم إلا يكذبون ويتقوَّلون على الله كذباً وزوراً { أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ } ردٌّ آخر عليهم أي أم أنزلنا على هؤلاء المشركين كتاباً من قبل القرآن فهم بذلك الكتاب متمسكون يعملون بتوجيهاته ؟ قال الإِمام الفخر : والمعنى : هل وجدوا ذلك الباطل في كتاب منزَّل قبل القرآن حتى يعوِّلوا عليه ويتمسكوا به { بَلْ قَالُوۤاْ إِنَّا وَجَدْنَآ آبَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ } بل للإِضراب وهو الانتقال من كلام إلى آخر أي لم يأتوا بحجةٍ عقلية أو نقلية على ما زعموا بل اعترفوا بأنه لا مستند لهم سوى تقليد آبائهم الجهَلة قال أبو السعود : والأُمةُ : الدينُ والطريقةُ سميت أمةً لأنها تؤم وتقصد { وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ } أي ونحن ماشون على طريقتهم مهتدون بآثارهم { وَكَذَلِكَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ } أي وكما تبع هؤلاء الكفار آباءهم بغير حجة ولا برهان كذلك فعل من قبلهم من المكذبين ، فما بعثنا قبلك رسولاً في أمةٍ من الأمم { إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدْنَآ آبَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ } أي إلا قال المتنعمون فيها الذين أبطرتهم النعمة ، وأعمتهم الشهواتُ والملاهي عن تحمل المشاق في طلب الحق : إنا وجدنا أسلافنا على ملةٍ ودين ، وإِنا مقتدون بهم في طريقتهم قال البيضاوي : والآية تسليةٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودلالةٌ على أن التقليد في نحو هذا ضلالٌ قديم ، وأسلافُهم لم يكن سندٌ منظور يُعتَدُّ به ، وإِنما خصَّص المترفين بالذكر للإِشعار بأن التنعم وحبَّ البطالة صرفهم عن النظر إلى التقليد الأعمى ، وذكر هنا { مُّقْتَدُونَ } وهناك { مُّهْتَدُونَ } تفنناً لأن معناهما واحد { قَٰلَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَآءَكُمْ } ؟ أي قال كل نبيٍّ لقومه حين أنذرهم عذاب الله : أتقتدون بآبائكم ولو جئتكم بدينٍ أهدى وأرشد مما كانوا عليه ؟ { قَالُوۤاْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } أي قالوا إنا كافرون بكل ما أُرسلتم به من التوحيد والإِيمان والبعث والنشور { فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } أي فانتقمنا من الأمم المكذبة بأنواع العذاب فانظر كيف صار حالهم ومآلهم ! !