Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 1-56)
Tafsir: Ṣawfat at-tafāsīr: tafsīr li-l-Qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اللغَة : { ٱلْمُدَّثِّرُ } المتغطي بثيابه ، تدثر : لبس الدثار وهو الثوب الذي فوق الشعار ، والشعار الثوب الذي يلي الجسد ، ومنه حديث " الأنصار شعار ، والناس دثار " { ٱلنَّاقُورِ } الصور الذي ينفخ فيه ، والنقر في كلام العرب الصوت ، سمي ناقوراً لأنه يخرج منه صوت عظيم رهيب ، يفزع الناس منه ويموتون { عَبَسَ } قطب بين عينيه { بَسَرَ } كلح وجهه وتغير لونه قال الليث : عبس إذا قطب ما بين عينيه ، فإن أبدى عن أسنانه في عبوسه قيل كلح ، فإن اهتم في الأمر وفكر فيه قيل : بسر ، فإن غضب مع ذلك قيل : بسل { أَسْفَرَ } أضاء وانكشف { ٱلْكُبَرِ } الدواهي وعظائم المصائب والعقوبات قال الراجز : @ يا ابن المعلى نزلت إحدى الكبر داهية الدهر وصمَّاء الغير @@ { قَسْوَرَةٍ } أسد ، من القسر وهو القهر ، سمي بذلك لأنه يقهر السباع ، وقيل هو جماعة الرماة الذين يتصيدون قال الأزهري : هو اسم جمع للرماة لا واحد له من جنسه قال لبيد : @ إذا ما هتفنا هتفة في ندِّينا أتانا الرجال الصَّائدون القساور @@ سَبَبُ النّزول : روي أنه لما نزل قوله تعالى { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } قال أبو جهل لقريش : ثكلتكم أمهاتكم إن ابن أبي كبشة - يعني محمداً صلى الله عليه وسلم - يتوعدنا ويخوفنا بجهنم ، ويخبر أن خزنة النار تسعة عشر ، وأنتم الجمع العظيم ، أيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا بواحد منهم ! ! فقال " أبو الأسد الجمحي " : أنا أكفيكم منهم سبعة عشر ، واكفوني أنتم اثنين ، فأنزل الله تعالى { وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ إِلاَّ مَلاَئِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ … } الآية . التفسِير : { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ } أي يا أيها المتغطي بقطيفته يريد النوم والراحة ، قم من مضجعك قيام عزم وتصميم ، وحذر الناس من عذاب الله إن لم يؤمنوا ، خوطب صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ " المدثر " مؤانسة له صلى الله عليه وسلم وتلطفاً ، كما خوطب بلفظ { ٱلْمُزَّمِّلُ } في السورة السابقة قال المفسرون : " كان صلى الله عليه وسلم يتعبد في غار حراء فجاءه جبريل بالآيات الكريمة { ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ … } الآيات وهي أول ما نزل عليه من القرآن ، فرجع يرجف فؤاده فقال لخديجة : زملوني ، زملوني فنزلت { يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ * قُمِ ٱلَّيلَ إِلاَّ قَلِيلاً } " الآيات ثم فتر الوحي فحزن صلى الله عليه وسلم فبينا هو يمشي سمع صوتاً من السماء ، فرفع رأسه فإِذا الملك الذي جاءه بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض ، فعراه صلى الله عليه وسلم من رؤيته الرعب والفزع ، فجاء إلى أهله فقال : دثروني ، دثروني فأنزل الله { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ } قال القرطبي : وفي هذا النداء ملاطفة في الخطاب ، من الكريم إلى الحبيب ، إذ ناداه بوصفه ولم يقل " يا محمد " ليستشعر اللين والملاطفة من ربه ، ومثله قول النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة بن اليمان يوم الخندق : " قم يا نومان " { وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ } أي عظم ربك ، وخصه بالتمجيد والتقديس ، وأفرده بالعظمة والكبرياء ، فليس هناك من هو أكبر من الله قال الألوسي : أي اخصص ربك بالتكبير ، وهو وصفه تعالى بالكبرياء والعظمة ، اعتقاداً وقولاً ، وإنما ذكرت هذه الجملة بعد الأمر بالإِنذار ، تنبيهاً للنبي صلى الله عليه وسلم على عدم الاكتراث بالكفار ، فإن نواصي الخلائق بيد الجبار ، فلا ينبغي أن يبالي الرسول بأحد من الخلق ، ولا أن يرهب سوى الله ، فإن كل كبير مقهور تحت عظمته تعالى وكبريائه { وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ } أي وثيابك فطهرها من النجاسات والمستقذرات ، فإن المؤمن طيبٌ طاهر ، لا يليق منه أن يحمل الخبيث ، قال ابن زيد : كان المشركون لا يتطهرون ، فأمره الله أن يتطهر وأن يطهر ثيابه وقال ابن عباس : كنَّى بالثياب عن القلب والمعنى وقلبك فطهر من الإِثم والمعاصي واستشهد بقول غيلان @ وإني بحمد الله لا ثوب فاجر لبست ولا من غدرة أتقنع @@ يقول العرب : فلان طاهر الثياب أو نقي الثياب ، يريدون وصفه بالنقاء من المعايب وذميم الصفات ، ويقولون : فلان دنس الثياب إذا كان موصوفاً بالأخلاق الذميمة قال الرازي : والسبب في حسن هذه الكناية ، أن الثوب كالشيء الملازم للإِنسان ، فلهذا السبب جعلوا الثوب كناية عن الإِنسان ، فقالوا : المجدُ في ثوبه ، والعفة في إزاره { وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ } أي اترك عبادة الأصنام والأوثان ولا تقربها قال ابن زيد : الرجز : الآلهة التي كانوا يعبدونها ، فأمره أن يهجرها فلا يأتيها ولا يقربها وقال الإِمام الفخر : الرجز : اسم للقبيح المستقذر كالرجس قال تعالى { فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثَانِ } [ الحج : 30 ] وقوله { وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ } كلام جامع لمكارم الأخلاق ، كأنه قيل له : اهجر الجفاء ، والسفه ، وكل قبيح ، ولا تتخلق بأخلاق هؤلاء المشركين ، والمراد بالهجر الأمر بالمداومة على ذلك الهجران ، كما يقول المسلم : { ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } [ الفاتحة : 6 ] ليس معناه أنه ليس على الهداية ، بل المراد ثبتنا على هذه الهداية { وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ } أي ولا تعط الناس عطاء وتستكثره ، لأن الكريم يستقل ما يعطي وإن كان كثيراً ، واعط عطاء من لا يخاف الفقر وقال ابن عباس : لا تعط عطية تلتمس بها أفضل منها بمعنى : لا تعط شيئاً لتعطى أكثر منه ، وسر النهي أن يكون العطاء خالياً عن انتظار العوض تعففاً وكمالاً ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم مأمور بأشرف الآداب وأجل الأخلاق { وَلِرَبِّكَ فَٱصْبِرْ } أي اصبر على أذى قومك ، ابتغاء وجه ربك … ثم أخبر تعالى عن أهوال القيامة وشدائدها فقال : { فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ } أي فإِذا نفخ في الصور ، نفخة البعث والنشور ، وعبر عن النفخ وعن الصور ، بالنقر في الناقور ، لبيان هول الأمر وشدته ، فإن النفر في كلام العرب معناه الصوت وإذا اشتد الصوت أصبح مفزعاً فكأنه يقول : إصبر على أذاهم ، فبين أيديهم يوم هائل يلقون فيه عاقبة أذاهم ، وتلقى عاقبة صبرك ، ولهذا قال بعده { فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ } أي فذلك اليوم يوم شديد هائل ، يشتد فيه الهول ويعسر الأمر عليهم ، والإِشارة بالبعيد { فَذَلِكَ } للإِيذان ببعد منزلته في الهول والفظاعة { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ } أي هو عسير على الكافرين ، غير هين ولا يسير عليهم ، لأنهم يناقشون الحساب ، وتسود وجوههم ، ويحشرون زرقاً ، ويفتضحون على رءوس الأشهاد ، قال الصاوي : ودلت الآية على أنه يسير على المؤمنين ، لأنه قيد عسره بالكافرين ، وفيها زيادة وعيد وغيظ للكافرين ، وبشرى وتسلية للمؤمنين . . ثم أخبر عن قصة ذلك الشقي الكافر " الوليد بن المغيرة " وقوله الشنيع في القرآن فقال { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } أي دعني يا محمد وهذا الشقي ، الذي خلقته في بطن أُمه وحيداً فريداً ، لا مال له ولا ولد ، ولا حول له ولا مدد ، ثم كفر بي وكذب بآياتي قال المفسرون : نزلت في " الوليد بن المغيرة " كان من أكابر قريش ، ولذلك لقب الوحيد وريحانة قريش ، وقد أنعم الله عليه بنعم الدنيا من المال والبنين ، وأغدق عليه الرزق فكان ماله كالنهر الدافق ، وكان للوليد بستان في الطائف لا ينقطع ثمره صيفاً ولا شتاء ، فكفر بأنعم الله وبدلها كفراً ، وقابلها بالجحود بآيات الله والافتراء علهيا ، وفيه نزل { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } وهو أسلوب بليغ في التهديد ، كما نزلت فيه الآيات المتقدمة في سورة نون ، { وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ } [ القلم : 10 ] إلى { سَنَسِمُهُ عَلَى ٱلْخُرْطُومِ } [ القلم : 16 ] وهو الذي آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكاد له ، فإن صناديد قريش لما برموا برسول الله ، وضاقت عليهم الحيل في إسكاته ، وإطفاء نور دعوته ، لجأوا إلى الوليد فأشار عليهم بأن يلقبوه صلى الله عليه وسلم بالساحر ، ويأمروا عبيدهم وصبيانهم أن ينادوا بذلك في مكة ، فجعلوا ينادون إن محمداً ساحر ، فحزن لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت الآيات الكريمة في معرض تهديده وتخويفه ، ليكون ذلك أدعى للكسر من كبريائه ثم قال تعالى { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } أي جعلت له المال الواسع المبسوط ، من الإِبل ، والخيل ، والغنم ، والبساتين النضرة قال البيضاوي : { مَّمْدُوداً } أي مبسوطاً كثيراً ، وكان له الزرع والضرع والتجارة قال ابن عباس : كان ماله ممدوداً ما بين مكة والطائف وقال مقاتل : كان له بستان لا ينقطع نفعه شتاء ولا صيفاً { وَبَنِينَ شُهُوداً } أي وأولاداً مقيمين معه في بلده ، يحضرون معه المحافل والمجامع ، يستأنس بهم ولا يتنغَّص عيشه لفراقهم قال المفسرون : كان له عشرة بنين لا يفارقونه سفراً ولا حضراً ، وكان مستأنساً بهم وله بهم عز ومنعة ، أسلم منهم ثلاثة : " خالد ، وهشام ، والوليد " . . وبعد أن ذكر من مظاهر النعم المال والبنين عاد فعمم الخيرات الدنيوية التي أنعم بها الله عليه فقال { وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً } أي بسطت بين يديه الدنيا بسطاً ، ويسرت له تكاليف الحياة ، ومظاهر الجاه والعز والسيادة ، فكان في قريش عزيزاً منيعاً ، وسيداً مطاعاً { ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ } أي ثم بعد هذا العطاء الجزيل يطمع أن أزيد له في ماله وولده وقد كفر بي قال الفخر الرازي : لفظ { ثُمَّ } هنا للإِنكار والتعجب ، كما تقول لصاحبك : أنزلتك داري ، وأطعمتك وأكرمتك ثم أنت تشتمني ! ! أي ومع كل هذا الإِنعام والإِكرام فقد كفر وجحد ، وبدل أن يشكر الوليد لربه هذا الإِحسان ، ويقابله بالطاعة والإِيمان ، عكس الأمر وقابله بالجحود والكفران { كَلاَّ } ردع وزجر أي ليرتدع هذا الفاجر الأثيم عن ذلك الطمع الفاسد ، ثم علل ذلك بقوله { إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا عَنِيداً } أي لأنه معاند للحق ، جاحد بآيات الله ، مكذب لرسوله ، فكيف يطمع بالزيادة هذا الشقي العنيد ؟ { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } أي سأكلفه وألجئه إلى عذاب صعب شاق لا يطاق ، تضعف عنه قوته كما تضعف قوة من يصعد في الجبل قال القرطبي : { صَعُوداً } صخرة ملساء يكلف صعودها ، فإذا صار في أعلاها حدر في جهنم ، فيهوي ألف عام قبل أن يبلغ قرارها وفي الحديث " الصعود جبل من نار يصعد فيه الكافر سبعين خريفاً ، ثم يهوي فيه كذلك أبداً " { إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ } أي إنه فكر في شأن النبي والقرآن ، وأجال رأية وذهنه الثاقب ، ثم رتب وهيأ كلاماً في نفسه ، ماذا يقول في القرآن ؟ وبماذا يطعن فيه ؟ قال تعالى دعاء عليه { فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } أي قاتله الله وأخزاه على تلك الكلمة الحمقاء التي أجالها في نفسه ، حيث قال عن القرآن ، إنه سحر ، وقال عن محمد إنه ساحر ، وفي الآية استهزاء به وتهكم ، حيث قدر ما لا يصح تقديره ، ولا يسوغ أن يقوله عاقل قال في البحر : يقول العرب عند استعظام الأمر والتعجب منه : قاتله الله ، ومرادهم أنه قد بلغ المبلغ الذي يحسد عليه ويدعي عليه من حُسَّاده ، والاستفهام في قوله { كَيْفَ قَدَّرَ } ؟ في معنى ما أعجب تقديره وما أغربه ؟ كقولهم أي رجل هذا ؟ أي ما أعظمه ؟ { ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } كرر العبارة تأكيداً لذمه وتقبيحاً لحاله ، ولغاية التهكم به ، كأنه قال : قاتله الله ما أروع تفكيره ، وأبدع رأيه الحصيف ؟ حيث قال عن القرآن إنه سحر يؤثر ؟ قال المفسرون : مر الوليد بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ويقرأ القرآن ، فاستمع لقراءته وتأثر بها ، فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه من بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ، ما هو من كلام الإِنس ولا من كلام الجن ، والله إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وإنه ليعلو وما يعلى عليه ، ثم انصرف إلى منزله ، فقالت قريش : لقد صبأ والله الوليد ، ولتصبأن قريش كلها ! فقال أبو جهل : أنا أكفيكموه ، فانطلق حتى جلس إلى جانب الوليد حزيناً ، فقال له الوليد : ما لي أراك حزيناً يا ابن أخي ؟ ! فقال : كيف لا أحزن وهذه قريش تجمع لك مالاً ليعينوك به على كبر سنك ، ويزعمون أنك زيَّنت كلام محمد وصبأت لتصيب من فضل طعامه ، وتنال من ماله ! ! فغضب الوليد وقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالاً وولداً ؟ ! وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام حتى يكون لهم فضل طعام ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم : تزعمون أن محمداً مجنون فهل رأيتموه يخنق ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه تكهن قط ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : تزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه نطق بشعر قط ؟ قالوا اللهم لا ، قال : تزعمون أنه كذاب ، فهل جربتم عليه كذباً قط ؟ قالوا اللهم لا ، فقالت قريش للوليد : فما هو ؟ ففكر في نفسه ثم قال : ما هو إلا ساحر ، أما رأيتموه يفرِّق بين الرجل وأهله وولده ، وما هذا الذي يقوله إلا سحر يؤثر ، فذلك قوله تعالى { إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ } الآيات تركنا الوليد يفكر ويقدر ، ولنرجع إليه لنرى ماذا فعل بعد ، قال تعالى { ثُمَّ نَظَرَ } أي أجال النظر مرة أُخرى متفكراً في شأن القرآن { ثُمَّ عَبَسَ } أي ثم قطب وجهه وكلحه ضيقاً بما يقول { وَبَسَرَ } أي وزاد في القبض والكلوح ، كالمهتم المتفكر في أمر يدبره قال في التسهيل : البسور تقطيب الوجه وهو أشد من العبوس { ثُمَّ أَدْبَرَ وَٱسْتَكْبَرَ } أي ثم أعرض عن الإِيمان ، وتكبر عن اتباع الهدى والحق { فَقَالَ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ } أي فقال : ما هذا الذي يقوله محمد إلا سحر ينقله ويرويه عن السحرة { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ قَوْلُ ٱلْبَشَرِ } أي ليس هذا كلام الله ، وما هو إلا كلام المخلوقين ، يخدع به محمد القلوب ، ويؤثر فيها كما يؤثر السحر بالمسحور قال الألوسي : هذا كالتأكيد للجملة الأولى ، لأن المقصود منهما نفي كونه قرآنا أو من كلام الله تعالى ، ولذلك لم يعطف عليها بالواو ، وفي وصف إشكاله واستنباطه هذا القول السخيف استهزاء به ، وإشارة إلى أنه عن الحق بمعزل ، ويظهر من تتبع أحوال الوليد ، أنه إنما قال ذلك عناداً وحمية جاهلية ، لا جهلاً بحقيقة الحال ، ألا ترى ثناءه على القرآن ونفيه عنه جميع ما نسبوا إليه من الشعر والكهانة والجنون ! ! { سَأُصْلِيهِ سَقَرَ } أي سأدخله جهنم يتلظى حرها ، ويذوق عذابها { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ } ؟ استفهام للتهويل والتفظيع أي وما أعلمك أي شيء هي سقر ؟ { لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ } أي لا تبقي على شيء فيها إلا أهلكته ، ولا تترك أحداً من الفجار إلا أحرقته قال ابن عباس : لا تبقي من الدم والعظم واللحم شيئاً ، فإذا أعيد خلقهم من جديد تعاود إحراقهم بأشد مما كانت وهكذا أبداً { لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ } أي تلوح وتظهر لأنظار الناس من مسافات بعيدة لعظمها وهولها كقوله تعالى { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ } [ النازعات : 36 ] قال الحسن : تلوح لهم من مسيرة خمسمائة عام حتى يروها عياناً فهي بارزة إِلى أنظارهم ، يرونها من غير استشراف ولا مدِّ أعناق { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } أي خزنتها الموكلون عليها تسعة عشر ملكاً من الزبانية الأشداء كقوله تعالى { عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [ التحريم : 6 ] قال ابن عباس : " ما بين منكبي الواحد منهم مسيرة سنة ، وقوة الواحد منهم أن يضرب بالمقمع فيدفع بتلك الضربة سبعين ألف انسان في قعر جهنم " قال الألوسي : روي عن ابن عباس أنها لما نزلت { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } قال أبو جهل لقريش : ثكلتكم أُمهاتكم ، أسمع ابن أبي كبشة - يعني محمداً - يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر ، وأنتم الدَّهم - أي العدد - الشجعان ، أفيعجز كل عشرةٍ منكم أن يبطشوا برجل منهم ؟ فقال أبو الأشد الجمحي : - وكان شديد البطش - أنا أكفيكم سبعة عشر فاكفوني أنتم اثنين ، فأنزل الله { وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ إِلاَّ مَلاَئِكَةً } أي وما جعلنا خزنة النار إِلا من الملائكة الغلاظ الشداد ، ولم نجعلهم من البشر حتى يصارعوهم ويغالبوهم { وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي لم نجعل ذلك العدد إلاَّ سبباً لفتنة وضلال المشركين ، حين استقلوا بعددهم واستهزءوا حتى قال أبو جهل : أفيعجز كل مائةٍ منكم أن يبطشوا بواحدٍ منهم ثم تخرجون من النار ؟ قال الطبري : وإِنما جعل الله الخبر عن عدة خزنة جهنم فتنةً للكافرين ، لتكذيبهم بذلك وقول بعضهم لأصحابه - على سبيل الاستهزاء - أنا أكفيكموهم { لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } أي ليتيقن أهل الكتاب من صدق محمد ، وأن هذا القرآن من عند الله ، إِذ يجدون هذا العدد في كتبهم المنزَّلة { وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِيمَاناً } أي ويزداد المؤمنون تصديقاً لله ورسوله ، بما يشهدون من صدق أخبار نبيهم صلى الله عليه وسلم وتسليم أهل الكتاب لما جاء في القرآن موافقاً للتوراة والإِنجيل { وَلاَ يَرْتَابَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ } أي ولا يشك أهل الكتاب والمؤمنون في عددهم ، وهذا تأكيدٌ لما قبله لأنه لما ذكر اليقين نفى عنهم الشك ، فكان قوله { وَلاَ يَرْتَابَ } مبالغة وتأكيداً ، وهو ما يسميه علماء البلاغة الإِطناب { وَلِيَقُولَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَٱلْكَافِرُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا مَثَلاً } أي وليقول الذين في قلوبهم شك ونفاق والكافرون من أهل مكة : أيَّ شيء أراد الله بهذا القول العجيب ، الذي هو مثل في الغرابة والبداعة ؟ ولماذا يخوفنا بواسطته من سقر وخزنتها التسعة عشر ؟ قال الرازي : إِثبات اليقين في بعض الأحوال لا ينافي حصول الارتياب بعد ذلك ، فالمقصود من إِعادة هذا الكلام هو أنه حصل لهم يقين جازم بحيث لا يحصل عقيبه البتة شك ولا ريب ، وقد كان صلى الله عليه وسلم يعلم من حال قريش أنه متى أخبرهم بهذا العدد العجيب فإِنهم يستهزئون به ويضحكون منه ، ولذلك بيَّن تعالى الغاية من ذكر هذا الخبر أوضح بيان { كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } أي مثل ما أضلَّ الله أبا جهل وأصحابه ، يضلُّ الله عن الهداية والإِيمان من أراد إِضلاله ، ويهدي من أراد هدايته ، وله الحكمة البالغة ، والحجة الدامغة { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ } أي وما يعلم عدد الملائكة ، وقوتهم وضخامة خلقهم ، وكثرتهم إِلا الله رب العالمين ، وفي الآية ردٌّ على أبي جهل حين قال : أما لربِّ محمد أعوان إِلاّ تسعة عشر ؟ { وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ } أي وما هذه النار التي وصفها لكم الجبار ، إِلا موعظة وتذكرة للخلق ليخافوا ويطيعوا { كَلاَّ وَٱلْقَمَرِ } { كَلاَّ } كلمة ردع وزجر ثم أقسم تعالى بالقمر على أن سقر حق ، والمعنى ليرتدع أولئك المستهزئون بالوحي والقرآن عن فعلهم وسوء صنيعهم ، وأُقسم بالقمر { وَٱللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ } أي وأُقسم بالليل حين ولَّى بظلمته ذاهباً { وَٱلصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ } أي وبالصبح إِذا تبلَّج وأضاء ، ونشر ضياءه على الأرجاء { إِنَّهَا لإِحْدَى ٱلْكُبَرِ } أي إِن جهنم لإِحدى الدواهي الكبيرة ، والبلايا الخطيرة ، فكيف يستهزئون بها ويكذبون ؟ قال أبو حيان : أقسم تعالى بهذه الأشياء تشريفاً لها ، وتنبيهاً على ما يظهر فيها من عجائب الله وقدرته ، وقوام الوجود بإِيجادها ، أقسم على أن جهنم إِحدى الدواهي العظيمة التي لا نظير لها - وفي الآية إِيماء إِلى أن الشمس والقمر مخلوقان لله ، وأنهما في حركاتهما وإِدبارهما وإِسفارهما ، ونشوء الليل والنهار عنهما ، مسخران لأمره تعالى ، ساجدان بين يدي قدرته وقهره ، فكيف يحسن بالبشر أن يعبدوهما ويكفروا بالإِله الذي خلقهما ؟ ثم قال تعالى عن جهنم { نَذِيراً لِّلْبَشَرِ } أي هي إِنذار للخلق ليتقوا ربهم { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ } أي لمن أراد من العباد أن يتقرب الى ربه بفعل الخيرات أو يتأخر بفعل الموبقات قال في البحر : والمراد بالتقدم والتأخر : السبق الى الخير والتخلف عنه كقوله تعالى : { فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } [ الكهف : 29 ] قال ابن عباس : من شاء اتبع طاعة الله ، ومن شاء تأخر عنها بمعصيته { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } أي كل نفس محبوسة بعملها ، مرهونةٌ عند الله بكسبها ، ولا تفك حتى تؤدي ما عليها من الحقوق والعقوبات { إِلاَّ أَصْحَابَ ٱلْيَمِينِ } أي إِلا فريق السعداء المؤمنين ، فإِنهم فكوا رقابهم وخلَّصوها من السجن والعذاب ، بالإِيمان وطاعة الرحمن { فِي جَنَّاتٍ يَتَسَآءَلُونَ * عَنِ ٱلْمُجْرِمِينَ } أي هم في جناتٍ وبساتين لا يدرك وصفها ، يسأل بعضهم بعضاً عن حال المجرمين الذين في النار ، والسؤال لزيادة تبكيت أولئك المجرمين وتوبيخهم ، وإِدخال الألم والحسرة على نفوسهم ، يقولون لهم { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ } ؟ ما الذي أدخلكم جهنم ، وجعلكم تذوقون سعيرها ؟ قال في البحر : وسؤالهم سؤال توبيخ لهم وتحقير ، وإِلاّ فهم عالمون ما الذي أدخلهم النار { قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ } أي قال المجرمون مجيبين للسائلين : لم نكن من المصلين في الدنيا لرب العالمين { وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ ٱلْمِسْكِينَ } أي ولم نكن نتصدق ونحسن إِلى الفقراء والمساكين قال ابن كثير : مرادهم في الآيتين : ما عبدنا ربنا ، ولا أحسنا إِلى خلقه من جنسنا { وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلُخَآئِضِينَ } أي وكنا نتحدث بالباطل مع أهل الغواية والضلالة ، ونقع معهم فيما لا ينبغي من الأباطيل قال في التسهيل : والخوض هو كثرة الكلام بما لا ينبغي من الباطل وشبهه { وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } أي نكذب بيوم القيامة ، وبالجزاء والمعاد ، وإِنما أخر التكذيب بيوم الدين تعظيماً له ، لأنه أعظم جرائمهم وأفحشها { حَتَّىٰ أَتَانَا ٱلْيَقِينُ } أي حتى جاءنا الموت ونحن في تلك المنكرات والضلالات ، قال تعالى معقباً على اعترافهم بتلك الجرائم { فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ ٱلشَّافِعِينَ } أي ليس لهم شافع ينقذهم من عذاب الله ، ولو شفع لهم أهل الأرض ما قبلت شفاعتهم فيهم قال ابن كثير : من كان متصفاً بمثل هذه الصفات ، فإِنه لا تنفعه بيوم القيامة شفاعة شافع فيه ، لأن الشفاعة إِنما تنجع إِذا كان المحل قابلاً ، فأما من وافى الله كافراً فإِنه مخلد في النار أبداً . . ولما ذكر تعالى قبائحهم وشنائعهم عاد بالتوبيخ والتقريع عليهم فقال { فَمَا لَهُمْ عَنِ ٱلتَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ } ؟ فما لهؤلاء المشركين معرضين عن القرآن وآياته ، وما فيه من المواعظ البليغة والنصائح والإِرشادات ؟ { كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ } أي كأن هؤلاء الكفار حمر وحشية نافرة وشاردة { فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ } أي هربت ونفرت من الأسد من شدة الفزع قال في البحر : شبههم تعالى بالحمر النافرة مذمة لهم وتهجيناً وقال ابن عباس : الحمر الوحشية إِذا عاينت الأسد هربت ، كذلك هؤلاء المشركون إِذا رأوا محمداً صلى الله عليه وسلم هربوا منه كما يهرب الحمار من الأسد ثم قال : والقسورة : الأسد { بَلْ يُرِيدُ كُلُّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَىٰ صُحُفاً مُّنَشَّرَةً } أي بل يطمع كل واحد من هؤلاء المجرمين أن ينزل عليه كتاب من الله كما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، ويريد أن يتنزَّل عليه الوحي كما تنزَّل على الرسل والأنبياء ، والغرض من الآية بيان إِمعانهم في الضلالة وكأنه يقول : دع عنك ذكر إِعراضهم وغباوتهم ونفارهم نفار العجماوات مما فيه خيرهم وسعادتهم ، واستمع لما هو أعجب وأغرب ، وذلك طمع كل فردٍ منهم أن يكون رسولاً يوحى إِليه ، وهيهات أن يصل الاشقياء إلى مراتب الأنبياء ، ثم قال تعالى { كَلاَّ بَل لاَّ يَخَافُونَ ٱلآخِرَةَ } أي ليرتدعوا وينزجروا عن مثل ذلك الطمع ، بل الحقيقة أنهم قوم لا يصدقون بالبعث والحساب ، ولا يؤمنون بالنعيم والعذاب ، وهذا هو الذي أفسدهم وجعلهم يعرضون عن مواعظ القرآن { كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ } كرَّر الردع والزجر لهم بقوله { كَلاَّ } ثم قال { إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ } أي إِنَّ هذا القرآن موعظة بليغة ، كافية لاتعاظهم لو أرادوا لأنفسهم السعادة { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } أي فمن شاء اتعظ بما فيه ، وانتفع بهداه { وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } أي وما يتعظون به إِلا أن يشاء الله لهم الهدى فيتذكروا ويتعظوا ، وفيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وترويح عن قلبه الشريف ، مما كان يخامره من إِعراضهم وتكذيبهم له { هُوَ أَهْلُ ٱلتَّقْوَىٰ وَأَهْلُ ٱلْمَغْفِرَةِ } أي هو جل وعلا أهلٌ لأن يتقى لشدة عقابه ، وأهل لأن يغفر الذنوب لكرمه وسعة رحمته قال الألوسي : أي حقيقٌ بأن يتقى عذابه ويطاع ، وحقيقٌ بأن يغفر لمن آمن به وأَطاعه وفي الحديث عن أنس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية { هُوَ أَهْلُ ٱلتَّقْوَىٰ وَأَهْلُ ٱلْمَغْفِرَةِ } ثم قال " قال ربكم : أنا أهل أن أُتقى ، فمن اتقاني فلم يجعل معي إِلهاً فأنا أهلٌ أن أغفر له " . البَلاَغَة : تضمنت السورة الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يلي : 1 - الطباق بين { عَسِيرٌ … ويَسِيرٍ } كما أن بين اللفظتين جناس الاشتقاق . 2 - المقابلة بين { وَٱللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ } وبين { وَٱلصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ } . 3 - الإِطناب بتكرار الجملة { فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } زيادة في التوبيخ والتشنيع . 4 - جناس الاشتقاق { فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ } . 5 - تقديم المفعول لإِفادة الاختصاص { وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ } . 6 - الطباق بين { كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } وبين { يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ } . 7 - أسلوب التقريع والتوبيخ بطريق الاستفهام { فَمَا لَهُمْ عَنِ ٱلتَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ } ؟ 8 - التشبيه التمثيلي { كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ * فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ } لأن وجه الشبه منتزع من متعدد . 9 - الإِيجاز بحذف بعض الجمل { يَتَسَآءَلُونَ * عَنِ ٱلْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ } ؟ أي قائلين لهم : ما سلككم في سقر ، فحذف اعتماداً على فهم المخاطبين . 10 - الاستفهام للتهويل والتفخيم { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ } ؟ 11 - ذكر الخاص بعد العام { وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } خصَّه بالذكر مع أنه داخل في الخوض بالباطل مع الخائضين لبيان تعظيم هذا الذنب . 12 - السجع المرصَّع مثل { كَلاَّ وَٱلْقَمَرِ * وَٱللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَٱلصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ * إِنَّهَا لإِحْدَى ٱلْكُبَرِ } ومثل { وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلُخَآئِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ * حَتَّىٰ أَتَانَا ٱلْيَقِينُ } الخ .