Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 15-16)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن تعنت من مشركي قريش الجاحدين المعرضين عنه ، أنهم إذا قرأ عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم كتاب الله وحججه الواضحة قالوا له : ائت بقرآن غير هذا ، أي رد هذا وجئنا بغيره من نمط آخر أو بدله إلى وضع آخر ، قال الله تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلم : { قُلْ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِيۤ } أي ليس هذا إليّ إنما أنا عبد مأمور ، ورسول مبلّغ عن الله ، { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىۤ إِلَيَّ إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } ، ثم قال محتجاً عليهم في صحة ما جاءهم به ؛ { قُل لَّوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ } أي هذا إنما جئتكم به عن إذن الله لي في ذلك ومشيئته وإرادته ، والدليل على أني لست أتقوله من عندي ، ولا افتريته أنكم عاجزون عن معارضته ، وأنكم تعلمون صدقي وأمانتي منذ نشأت بينكم إلى حين بعثني الله عزّ وجلّ ، لا تنتقدون عليَّ شيئاً تغمصوني به ، ولهذا قال : { فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أي أفليس لكم عقول تعرفون بها الحق من الباطل ؟ ولهذا لما سأل هرقل ملك الروم ( أبا سفيان ) قال له : هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قال أبو سفيان : فقلت : لا ، وكان أبو سفيان إذ ذاك رأس الكفرة وزعيم المشركين ، ومع هذا اعترف بالحق ( والفضل ما شهدت به الأعداء ) فقال له هرقل : فقد أعرف أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب ليكذب على الله . وقال جعفر بن أبي طالب للنجاشي ملك الحبشة : بعث الله فينا رسولاً نعرف صدقه ونسبه وأمانته ، وقد كانت مدة مقامه عليه السلام بين أظهرنا قبل النبوة أربعين سنة .