Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 34-36)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهذا إبطال لدعواهم فيما أشركوا بالله غيره ، وعبدوا من الأصنام والأنداد ، { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } أي من بدأ خلق هذه السماوات والأرض ، ثم ينشئ ما فيهما من الخلائق ، ويفرّق أجرام السماوات والأرض ويبدلهما بفناء ما فيهما ثم يعيد الخلق خلقاً جديداً { قُلِ ٱللَّهُ } هو الذي يفعل هذا ويستقل به وحده لا شريك له ، { فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } أي فكيف تصرفون عن طريق الرشد إلى الباطل ، { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ قُلِ ٱللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ } ؟ أي أنتم تعلمون أن شركاءكم لا تقدر على هداية ضال ، وإنما يهدي الحيارى والضُلاَّل ، ويقلّب القلوب من الغيّ إلى الرشد الله رب العالمين ، { أَفَمَن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيۤ إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ } أي أفيتبع العبد الذي يهدي إلى الحق ويبصر بعد العمى ، أم الذي لا يهدي إلى شيء إلا أن يهدى لعماه وبكمه ، كما قال تعالى إخباراً عن إبراهيم أنه قال : { يٰأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً } [ مريم : 42 ] . وقوله تعالى : { فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } أي فما بالكم يذهب بعقولكم ، كيف سويتم بين الله وبين خلقه ، وعدلتم هذا بهذا وعبدتم هذا وهذا ؟ وهلا أفردتم الرب جلّ جلاله بالعبادة وحده ، وأخلصتم إليه الدعوة والإنابة ؟ ثم بين تعالى أنهم لا يتبعون في دينهم هذا دليلاً ولا برهاناً ، وإنما هو ظنٌ منهم أي توهم وتخيل ، وذلك لا يغني عنهم شيئاً ، { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ } تهديد لهم ووعيد شديد لأنه تعالى أخبر أنه سيجازيهم على ذلك أتم الجزاء .