Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 103-105)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى : إن في إهلاكنا الكافرين وإنجائنا المؤمنين { لآيَةً } أي عظة واعتباراً على صدق موعودنا في الآخرة ، كما قال تعالى : { فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ ٱلظَّالِمِينَ } [ إبراهيم : 13 ] الآية . وقوله : { ذٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ ٱلنَّاسُ } أي أولهم وآخرهم ، كقوله : { وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً } [ الكهف : 47 ] ، { وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ } أي عظيم تحضره الملائكة ، ويجتمع فيه الرسل وتحشر الخلائق بأسرهم ، من الإنس والجن والطير والوحوش والدواب ، ويحكم فيه العادل الذي لا يظلم مثقال ذرة ، وقوله : { وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَّعْدُودٍ } أي ما نؤخر إقامة القيامة إلا لأنه قد سبقت كلمة الله في وجود أناس معدودين من ذرية آدم ، ضرب مدة معينة إذا انقطعت وتكامل وجود أولئك المقدر خروجهم قامت الساعة ، ولهذا قال : { وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَّعْدُودٍ } أي لمدة مؤقتة لا يزاد عليها ولا ينتقص منها ، { يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } أي يوم يأتي يوم القيامة لا يتكلم أحد إلا بإذن الله ، كقوله : { لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَاباً } [ النبأ : 37 ] ، وفي " الصحيحين " في حديث الشفاعة : " ولا يتكلم يومئذٍ إلا الرسل ودعوى الرسل يومئذٍ اللهم سلّمْ سلّمْ " ، وقوله : { فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ } أي فمن أهل الجمع شقي ومنهم سعيد ، كما قال : { فَرِيقٌ فِي ٱلْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي ٱلسَّعِيرِ } [ الشورى : 7 ] ، ثم بيّن تعالى حال الأشقياء وحال السعداء فقال : { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ فَفِي ٱلنَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ … } .