Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 114-115)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال ابن عباس : { وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ } قال : يعني الصبح والمغرب ، وقال الحسن : هي الصبح والعصر . وقال مجاهد : هي الصبح في أول النهار والظهر والعصر مرة أخرى ، { وَزُلَفاً مِّنَ ٱلَّيْلِ } يعني صلاة العشاء . وقال مجاهد والضحاك : إنها صلاة المغرب والعشاء ؛ وقد يحتمل أن تكون هذه الآية نزلت قبل فرض الصلوات الخمس ليلة الإسراء ، فإنه إنما كان يجب من الصلاة صلاتان : صلاة قبل طلوع الشمس ، وصلاة قبل غروبها ، وفي أثناء الليل قيام عليه وعلى الأمة ، ثم نسخ في حق الأمة ، وثبت وجوبه عليه ، ثم نسخ عنه أيضاً ، والله أعلم . وقوله : { إِنَّ ٱلْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيِّئَاتِ } يقول : إن فعل الخيرات يكفر الذنوب السالفة ، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأهل السنن عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال : كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً نفعني الله بما شاء إن ينفعني منه ، وإذا حدثني عنه أحد استحلفته فإذا حلف لي صدقته ، وحدثني أبو بكر - وصدق أبو بكر - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من مسلم يذنب ذنباً فيتوضأ ويصلي ركعتين إلا غفر له " وفي " الصحيحين " عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان : أنه توضأ لهم كوضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وقال : " من توضأ وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيها نفسه ، غفر له ما تقدم من ذنبه " وفي " صحيح مسلم " عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر " وقال البخاري ، عن أبي مسعود ، " أن رجلاً أصاب من امرأة قبله ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فأنزل الله : { وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ ٱلَّيْلِ إِنَّ ٱلْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيِّئَاتِ } ، فقال الرجل : يا رسول الله ألي هذا ؟ قال : " لجميع أمتي كلهم " " . وروى الإمام أحمد ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم ، وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الدين إلا من أحب ، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه ، والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه " ، قال : قلنا : وما بوائقه يا نبي الله ؟ قال : غشه وظلمه ، ولا يكسب عبد مالاً حراماً فينفق منه فيبارك له فيه ، ولا يتصدق فيقبل منه ، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار ، إن الله لا يمحو السيء بالسيء ، ولكن يمحو السيء بالحسن ، إن الخبيث لا يمحو الخبيث " ، وروى الإمام أبو جعفر بن جرير " عن أبي اليسر ( كعب بن عمرو الأنصاري ) قال : أتتني امرأة تبتاع مني بدرهم تمراً ، فقلت : إن في البيت تمراً أجود من هذا ، فدخلت فأهويت إليها فقبلتها ، فأتيت عمر فسألته فقال : اتق الله واستر على نفسك ، ولا تخبرنّ أحداً ، فلم أصبر حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال : " أخلفتَ رجلاً غازياً في سبيل الله في أهله بمثل هذا ؟ " حتى ظننت أني من أهل النار ، حتى تمنيت أني أسلمت ساعتئذٍ " ، فأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ، فنزل جبريل ، فقال أبو اليسر : فجئت فقرأ عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ ٱلَّيْلِ إِنَّ ٱلْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيِّئَاتِ ذٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ } فقال إنسان : يا رسول الله أله خاصة أم للناس عامة ؟ قال : " للناس عامة " وعن أبي ذر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن " وفي رواية عنه قال ، قلت : يا رسول الله أوصني ، قال : " " إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها " ، قال : قلت : يا رسول الله أمن الحسنات ( لا إلٰه إلا الله ) ؟ قال : " هي أفضل الحسنات " " رواه أحمد .