Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 36-39)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى أنه أوحى إلى نوح ، لما استعجل قومه نقمة الله بهم وعذابه لهم ، فدعا عليهم نوح دعوته : { رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً } [ نوح : 26 ] ، { فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَٱنتَصِرْ } [ القمر : 10 ] فعند ذلك أوحى الله إليه : { أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ } فلا تحزن عليهم ولا يهمنك أمرهم ، { وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ } يعني السفينة ، { بِأَعْيُنِنَا } أي بمرأى منا ، { وَوَحْيِنَا } أي تعليمنا لك ما تصنعه ، { وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ } ، قال قتادة : كان طولها ثلثمائة ذراع في عرض خمسين ، وعن الحسن : طولها ستمائة ذراع وعرضها ثلثمائة ، وقيل غير ذلك ، قالوا : وكان ارتفاعها في السماء ثلاثين ذراعاً ، ثلاث طبقات كل طبقة عشرة أذرع ، فالسفلى للدواب والوحوش ، والوسطى للإنس ، والعليا للطيور ، وكان بابها في عرضها ولها غطاء من فوقها مطبق عليها . وقوله تعالى : { وَيَصْنَعُ ٱلْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ } أي يهزأون به ويكذبون بما يتوعدهم به من الغرق ، { قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ } الآية ، وعيد شديد وتهديد أكيد ، { مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ } أي يهينه في الدنيا ، { وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } أي دائم مستمر أبداً .