Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 41-43)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى إخباراً عن نوح عليه السلام للذين أمر بحملهم معه في السفينة أنه قال : { ٱرْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ ٱللَّهِ مَجْريٰهَا وَمُرْسَاهَا } أي بسم الله يكون جريها على وجه الماء ، وبسم الله يكون منتهى سيرها وهو رسوها . قال تعالى : { فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلْفُلْكِ فَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي نَجَّانَا مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } [ المؤمنون : 28 ] ، ولهذا تستحب التسمية في ابتداء الأمور ، عند الركوب على السفينة وعلى الدابة ، كما روى الطبراني ، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أمان أمتي من الغرق إذا ركبوا في السفن أن يقولوا : بسم الله الملك { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } - الآية - { بِسْمِ ٱللَّهِ مَجْريٰهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } " ، وقوله : { إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } مناسب عند ذكر الانتقام من الكافرين بإغراقهم أجمعين فذكر أنه غفور رحيم كقوله : { إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ الأعراف : 167 ] ، وقوله : { وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَٱلْجِبَالِ } أي السفينة سائرة بهم على وجه الماء ، الذي قد طبق جميع الأرض ، حتى طغت على رؤوس الجبال ، وارتفع عليها بخمسة عشرة ذراعاً ، وقيل : بثمانين ميلاً ، وهذه السفينة جارية على وجه الماء بإذن الله وكنفه وعنايته ، كما قال تعالى : { إِنَّا لَمَّا طَغَا ٱلْمَآءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي ٱلْجَارِيَةِ * لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } [ الحاقة : 11 - 12 ] ، وقال تعالى : { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ } [ القمر : 14 ] ، وقوله : { وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبْنَهُ } الآية ، هذا هو الابن الرابع واسمه يام وكان كافراً ، دعاه أبوه أن يؤمن ويركب معهم ، ولا يغرق مثل ما يغرق الكافرون ، { قَالَ سَآوِيۤ إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ ٱلْمَآءِ } اعتقد بجهله أن الطوفان لا يبلغ إلى رؤوس الجبال ، وأنه لو تعلق في رأس بجل لنجّاه ذلك من الغرق ، فقال له أبوه نوح عليه السلام { لاَ عَاصِمَ ٱلْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ } أي ليس شيء يعصم اليوم من أمر الله ، وقيل إنّ { عَاصِمَ } بمعنى ( معصوم ) كما يقال : طاعم وكاس ، بمعنى مطعوم ومكسو { وَحَالَ بَيْنَهُمَا ٱلْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ ٱلْمُغْرَقِينَ } .