Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 53-56)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى أنهم قالوا لنبيهم : { مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ } أي بحجة وبرهان على ما تدعيه ، { وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِيۤ آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ } أي بمجرد قولك اتركوهم نتركهم { وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ } بمصدقين ، { إِن نَّقُولُ إِلاَّ ٱعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوۤءٍ } يقولون ما نظن إلا أن بعض الآلهة أصابك بجنون وخبل في عقلك ، بسبب نهيك عن عبادتها وعيبك لها ، { قَالَ إِنِّيۤ أُشْهِدُ ٱللَّهَ وَٱشْهَدُوۤاْ أَنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * مِن دُونِهِ } ، يقول : إني بريء من جميع الأنداد والأصنام ، { فَكِيدُونِي جَمِيعاً } أي أنتم وآلهتكم إن كانت حقاً { ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ } أي طرفة عين . وقوله : { إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى ٱللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَآ } أي تحت قهره وسلطانه ، وهو الحاكم العادل الذي لا يجور في حكمه ، فإنه على صراط مستقيم ، وقد تضمن هذا المقام حجة بالغة ، ودلالة قاطعة على صدق ما جاءهم به ، وبطلان ما هم عليه من عبادة الأصنام ، التي لا تنفع ولا تضر ، بل هي جماد لا تسمع ولا تبصر ، ولا توالي ولا تعادي ، وإنما يستحق إخلاص العبادة الله وحده ، الذي ما من شيء إلا تحت ملكه وقهره وسلطانه ، فلا إلـٰه إلا هو ولا رب سواه .