Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 112, Ayat: 1-4)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال عكرمة : لما قالت اليهود : نحن نعبد عزير بن الله ، وقالت النصارى : نحن نعبد المسيح بن الله ، وقالت المجوس : نحن نعبد الشمس والقمر ، وقالت المشركون : نحن نعبد الأوثان أنزل الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم : { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } يعني هو الواحد الأحد ، الذي لا نظير له ولا وزير ، ولا شبيه ولا عديل ، لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله ، وقوله تعالى : { ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ } يعني الذي يصمد إليه الخلائق في حوائجهم ومسائلهم ، قال ابن عباس : هو السيد الذي قد كمل في سؤدده ، والشريف الذي قد كمل في شرفه ، والعظيم الذي قد كمل في عظمته ، والحليم الذي قد كمل في حلمه ، والعليم الذي قد كمل في علمه ، والحكيم الذي قد كمل في حكمته ، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد ، وهو الله سبحانه ، ليس له كفء وليس كمثله شيء ، سبحان الله الواحد القهار ، وقال الأعمش { ٱلصَّمَدُ } السيد الذي قد انتهى سؤدده ، وقال الحسن وقتادة : هو الباقي بعد خلقه ، وقال الحسن أيضاً { ٱلصَّمَدُ } الحي القيوم الذي لا زوال له ، وقال الربيع بن أنَس : هو الذي لم يلد ولم يولد كأنه جعل ما بعده تفسيراً له ، وهو قوله : { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } وهو تفسير جيد ، وقال ابن مسعود والضحّاك والسدي : { ٱلصَّمَدُ } الذي لا جوف له ، وقال مجاهد { ٱلصَّمَدُ } المصمت الذي لا جوف له ، وقال الشعبي : هو الذي لا يأكل الطعام ولا يشرب الشراب . وقد قال الحافظ أبو القاسم الطبراني في " كتاب السنة " بعد إيراده كثيراً من هذه الأقوال في تفسير الصمد : وكل هذه صحيحة وهي صفات ربنا عزَّ وجلَّ ، هو الذي يصمد إليه في الحوائج ، وهو الذي قد انتهى سؤدده ، وهو الصمد الذي لا جوف له ولا يأكل ولا يشرب ، وهو الباقي بعد خلقه ، وقال البيهقي نحو ذلك ، وقوله تعالى : { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } أي ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة ، قال مجاهد : { وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } يعني لا صاحبة له ، وهذا كما قال تعالى : { بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ } [ الأنعام : 101 ] أي هو مالك كل شيء وخالقه ، فكيف يكون له من خلقه نظير يساميه ، أو قريب يدانيه ؟ تعالى وتقدس وتنزه ، قال تعالى : { وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً * لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً } [ مريم : 88 - 89 ] ، وقال تعالى : { وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لاَ يَسْبِقُونَهُ بِٱلْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } [ الأنبياء : 26 - 27 ] ، وفي " صحيح البخاري " : " لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله ، إنهم يجعلون له ولداً وهو يرزقهم ويعافيهم " وفي الحديث القدسي : " كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون عليَّ من إعادته . وأما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولداً ، وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد " .