Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 105-107)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى عن غفلة أكثر الناس عن التفكر في آيات الله ، ودلائل توحيده ، بما خلقه الله في السماوات والأرض من كواكب زاهرات وأفلاك دائرات ؛ وحدائق وجنات ، وجبال راسيات ، وبحار زاخرات ، وحيوان ونبات ، فسبحان الواحد الأحد خالق أنواع المخلوقات ، المنفرد بالدوام والبقاء والصمدية للأسماء والصفات ، وقوله : { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } قال ابن عباس : من إيمانهم أنهم إذا قيل لهم : من خلق السماوات ومن خلق الأرض ومن خلق الجبال ؟ قالوا : الله وهم مشركون به . وفي " الصحيحين " : أن المشركين كانوا يقولون في تلبيتهم : لبيك لا شريك لك ، إلا شريك هو لك ، تملكه وما ملك . وفي " صحيح مسلم " : " أنهم كانوا إذا قالوا : لبيك لا شريك لك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد قد " " أي حسب حسب لا تزيدوا على هذا ، وقال الله تعالى : { إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [ لقمان : 13 ] . وقال الحسن البصري في قوله : { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } قال : ذلك المنافق يعمل إذا عمل رياء الناس ، وهو مشرك بعمله ذلك ، يعني في قوله تعالى : { يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً } [ النساء : 142 ] ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه " ، وعن أبي سعيد بن أبي فضالة قال : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا جمع الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه ، ينادي منادٍ من كان أشرك في عمل عمله الله فليطلبْ ثوابه من عند غير الله ، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك " وقال : " " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " ، قالوا : وما الشرك الأصغر يا رسول الله ؟ قال : " الرياء ، يقول الله تعالى يوم القيامة إذا جاز الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء " " ؟ . وقد روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي قال : قال أبو بكر الصديق : " يا رسول الله علمني شيئاً أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعي ، قال : " قل اللهم فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، رب كل شيء ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر نفسي ، ومن شر الشيطان وشركه " ، وقوله : { أَفَأَمِنُوۤاْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ } الآية ، أي افأمن هؤلاء المشركون بالله أن يأتيهم أمر يغشاهم من حيث لا يشعرون ، كقوله تعالى : { أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } [ النحل : 45 ] وقوله : { أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ * أَوَ أَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَاسِرُونَ } [ الأعراف : 97 - 99 ] .