Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 37-38)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبرهما يوسف عليه السلام أنهما مهما رأيا في منامهما من حلم ، فإنه عارف بتفسيره ، ويخبرهما بتأويله قبل وقوعه ولهذا قال : { لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ } ، قال مجاهد ، يقول : { لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ } في يومكما { إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا } ، وكذا قال السدي ، وهذا إنما هو من تعليم الله إياي ، لأني اجتنبت ملة الكافرين بالله واليوم الآخر ، فلا يرجون ثواباً ولا عقاباً في المعاد ، { وَٱتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـيۤ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ } الآية ، ويقول : هجرت طريق الكفر والشرك ، وسلكت طريق هؤلاء المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وهكذا يكون حال من سلك طريق الهدى واتبع طريق المرسلين وأعرض عن طريق الضالين ، فإن الله يهدي قلبه ويعلمه ما لم يكن يعلم ، ويجعله إماماً يقتدى به في الخير وداعياً إلى سبيل الرشاد ، { مَا كَانَ لَنَآ أَن نُّشْرِكَ بِٱللَّهِ مِن شَيْءٍ ذٰلِكَ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى ٱلنَّاسِ } ، هذا التوحيد وهو الإقرار بإنه لا إلٰه إلا الله وحده لا شريك له ، { مِن فَضْلِ ٱللَّهِ عَلَيْنَا } أي أوحاه إلينا وأمرنا به ، { وَعَلَى ٱلنَّاس } إذ جعلنا دعاة لهم إلى ذلك ، { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } أي لا يعرفون نعمة الله عليهم بإرسال الرسل إليهم ، بل { بَدَّلُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ } [ إبراهيم : 28 ] .