Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 6-6)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ } أي هؤلاء المكذبون ، { بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ } أي بالعقوبة ، كما أخبر عنهم في قوله : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ } [ الحج : 47 ] الآية ، وقال تعالى : { سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } [ المعارج : 1 ] ، وقال : { يَسْتَعْجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا } [ الشورى : 18 ] ، وقال : { وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا } [ ص : 16 ] الآية ، أي عقابنا وحسابنا ، فكانوا من شدة تكذيبهم وعنادهم وكفرهم ، يطلبون أن يأتيهم بعذاب الله ، قال الله تعالى : { وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلاَتُ } أي قد أوقعنا نقمنا بالأمم الخالية ، وجعلناهم عبرة وعظة لمن اتعظ بهم ؛ ثم أخبر تعالى أنه لولا حلمه وعفوه لعاجلهم بالعقوبة كما قال : { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ } [ فاطر : 45 ] ، وقال تعالى في هذه الآية الكريمة : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ } أي إنه تعالى ذو عفو وصفح وستر للناس ، مع أنهم يظلمون ويخطئون بالليل والنهار ، ثم قرن هذا الحكم بأنه شديد العقاب ليعتدل الرجاء والخوف ، كما قال تعالى : { فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ } [ الأنعام : 147 ] ، وقال : { إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ الأنعام : 167 ] إلى أمثال ذلك من الآيات التي تجمع الرجاء والخوف ، عن سعيد بن المسيب قال : لما نزلت هذه الآية : { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لولا عفو الله وتجاوزه ما هنأ أحداً العيش ، ولولا وعيده وعقابه لا تكل كل أحد " .