Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 1-3)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قد تقدم الكلام على الحروف المقطعة في أوائل السور . { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ } أي هذا كتاب أنزلناه إليك يا محمد ، وهو ( القرآن العظيم ) الذي هو أشرف كتاب أنزله الله من السماء على أشرف رسول بعثه الله في الأرض ، إلى جميع أهلها عربهم وعجمهم ، { لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } أي إنما بعثناك يا محمد بهذا الكتاب لتخرج الناس مما هم فيه من الضلال والغي ، إلى الهدى والرشد ، كما قال تعالى : { هُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } [ النور : 9 ] الآية ، وقال تعالى : { بِإِذْنِ رَبِّهِمْ } أي هو الهادي لمن قدر له الهداية على يدي رسوله المبعوث عن أمره ، يهديهم { إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ } أي العزيز الذي لا يمانع ولا يغالب بل هو القاهر لكل ما سواه ، { ٱلْحَمِيدِ } أي المحمود في جميع أفعاله وأقواله وشرعته وأمره ونهيه ، الصادق في خبره ، { ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْض } بالجر على الاتباع صفة للجلالة ، كقوله تعالى : { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } [ الأعراف : 158 ] الآية ، وقوله : { وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } أي ويل لهم يوم القيامة إذ خالفوك يا محمد وكذبوك ، ثم وصفهم بأنهم يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ، أي يقدمونها ويؤثرونها عليها ويعملون للدنيا ، ونسوا الآخرة وتركوها وراء ظهورهم . { وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } وهي اتباع الرسل ، { وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً } أي ويحبون أن تكون سبيل الله عوجاً مائلة عائلة ، وهي مستقيمة في نفسها ، لا يضرها من خالفها ولا من خذلها ، فهم في ابتغائهم ذلك في جهل وضلال بعيد من الحق لا يرجى لهم والحالة هذه صلاح .