Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 16-20)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يذكر تعالى خلقه السماء في ارتفاعها ، وما زينها به من الكواكب الثوابت والسيارات . لمن تأمل وكرر النظر فيما يرى من العجائب والآيات الباهرات ، ما يحار نظره فيه ، ولهذا قال مجاهد وقتادة : البروج هٰهنا هي الكواكب وهذا كقوله تعالى : { تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجاً } [ الفرقان : 61 ] الآية . ومنهم من قال : البروج هي منازل الشمس والقمر ، ثم ذكر تعالى خلقه الأرض ومده إياها وتوسيعها وبسطها ، وما جعل فيها من الجبال الرواسي والأودية والأراضي والرمال ، وما أنبت فيها من الزروع والثمار المتناسبة ، وقال ابن عباس : { مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ } : أي معلوم ، ومنهم من يقول : مقدر بقدر ، وقال ابن زيد : من كل شيء يوزن ويقدر بقدر ، وقوله : { وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ } المعايش وهي جمع معيشة ، وقوله : { وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ } ، قال مجاهد : هي الدواب والأنعام . وقال ابن جرير : هم العبيد والإماء والدواب والأنعام ، والقصد أنه تعالى يمتن عليهم بما يسرّ لهم من أسباب المكاسب ووجوه الأسباب وصنوف المعايش ، وبما سخر لهم من الدواب التي يركبونها ، والأنعام التي يأكلونها ، والعبيد والإماء التي يستخدمونها ، ورزقهم على خالقهم لا عليهم ، فلهم هم المنفعة ، والرزق على الله تعالى .