Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 67-72)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن مجيء قوم لوط لما علموا بأضيافه وصباحة وجوههم ، وأنهم جاءوا مستبشرين بهم فرحين { قَالَ إِنَّ هَؤُلآءِ ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ * وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُخْزُونِ } وهذا إنما قاله لهم قبل أن يعلم أنهم رسل الله ، كما قال في سورة هود ، وأما هٰهنا فتقدم ذكر أنهم رسل الله وعطف بذكر مجيء قومه ومحاجته لهم ، ولكن الواو لا تقتضي الترتيب ، ولا سيما ، إذا دل دليل على خلافه ، فقالوا له مجيبين : { أَوَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } أي أو ما نهيناك أن تضيف أحداً ؟ فأرشدهم إلى نسائهم وما خلق لهم ربهم منهن من الفروج المباحة ، هذا كله وهم غافلون عما يراد بهم وما قد أحاط بهم من البلاء ، وماذا بصبحهم من العذاب المستقر . ولهذا قال تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم : { لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } ، أقسم تعالى بحياة نبيّه صلوات الله وسلامه عليه ، وفي هذا تشريف عظيم ومقام رفيع وجاه عريض . قال ابن عباس : ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفساً أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم ، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره ، قال الله تعالى : { لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } يقول : وحياتك وعمرك وبقائك في الدنيا { إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } ، وقال قتادة : { فِي سَكْرَتِهِمْ } أي ضلالتهم ، { يَعْمَهُونَ } أي يلعبون ، وقال ابن عباس : { لَعَمْرُكَ } لعيشك ، { إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } قال : يترددون .