Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 41-42)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى عن جزائه للمهاجرين في سبيله ابتغاء مرضاته ، الذين فارقوا الدار والإخوان والخلان رجاء ثواب الله وجزائه ، وقد وعدهم تعالى بالمجازاة الحسنة في الدنيا والآخرة فقال : { لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً } ، قال ابن عباس : المدينة ، وقيل : الرزق الطيب ، قاله مجاهد ، ولا منافاة بين القولين ، فإنهم تركوا مساكنهم وأموالهم فعوضهم الله خيراً منها في الدنيا ، فإن من ترك شيئاً لله عوضه الله بما هو خير له منه ، وكذلك وقع ، فإن الله مكن لهم في البلاد ، وحكمهم على رقاب العباد ، وصاروا أمراء حكاماً وكل منهم للمتقين إماماً ، وأخبر أن ثوابه للمهاجرين في الدار الآخرة أعظم مما أعطاهم في الدنيا فقال : { وَلأَجْرُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ } أي مما أعطيناهم في الدنيا { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } أي لو كان المتخلفون عن الهجرة معهم يعلمون ما ادخر الله لمن أطاعه واتبع رسوله ، ولهذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أعطى الرجل من المهاجرين عطاءه يقول : خذ بارك الله لك فيه ، هذا ما وعدك الله في الدنيا ، وما ادخر لك في الآخرة أفضل ، ثم قرأ هذه الآية : { لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } ، ثم وصفهم تعالى فقال : { ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } أي صبروا على الأذى من قومهم متوكلين على الله الذي أحسن لهم العاقبة في الدنيا والآخرة .