Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 45-47)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن حلمه وإنظاره العصاة الذين يعملون السيئات ويدعون إليها ، ويمكرون بالناس في دعائهم إياهم وحملهم عليها مع قدرته على أن يخسف بهم الأرض ، أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون ، أي من حيث لا يعلمون مجيئه إليهم ، كقوله تعالى : { أَأَمِنتُمْ مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } [ الملك : 16 ] ، وقوله : { أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ } أي في تقلبهم في المعايش واشتغالهم بها في أسفار ونحوها من الأشغال الملهية ، قال قتادة والسدي : تقلبهم أي أسفارهم ؛ وقال مجاهد والضحّاك : { فِي تَقَلُّبِهِمْ } في الليل والنهار ، كقوله : { أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ } [ الأعراف : 97 ] ، وقوله : { فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ } أي لا يعجزون الله على أي حال كانوا عليه ، وقوله : { أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ } أي أو يأخذهم الله في حال خوفهم من أخذه لهم ، فإنه يكون أبلغ وأشد ، فإن حصول ما يتوقع مع الخوف شديد ، ولهذا قال ابن عباس : { أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ } يقول : إن شئت أخذت على أثر موت صاحبه وتخوفه بذلك ، ثم قال تعالى : { فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيم } أي حيث لم يعاجلكم بالعقوبة ، كما ثبت في " الصحيحين " : " لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله ، إنهم يجعلون له ولداً وهو يرزقهم ويعافيهم " ، وقال تعالى : { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ } [ الحج : 48 ] .